طفولتنا هي تلك الفترة الزمنية التي نعيش فيها نقاوة الروح والبراءة الحقيقية قبل أن تغزوها تعقيدات الحياة وثقل المسؤوليات. إنها لحظات الفرح الخالص، العواطف النقية والمفعمة بالأمل، والأوقات غير المقيدة بالقيود والكبت. بالنسبة للعديد منا، تمثل الطفولة عالمًا رائعًا مليئًا بالألوان والنور والسحر.
في السنوات الأولى من حياتنا، نتعلم العالم حولنا بنفس الشوق والاستكشاف كما يفعل الطفل صغير العمر. كل شيء جديد ومثير للاهتمام - صوت الماء الجاري، رائحة الأمطار بعد غيم ممطر، طعم الفاكهة الطازجة، وشعور البركة الناعمة تحت القدمين. هذه التجارب البسيطة تشكل أساس شخصيتنا وتعزز قدرتنا على تقدير الأشياء الجميلة في الحياة.
الألعاب كانت أكثر مما تنظر إليه العين؛ لم تكن مجرد أشياء بلاستيكية بل أدوات سحرية تُحدث "أوركسترا" من الأفكار الخصبة. الصبيان يلعبون الحرب ويصبحون الأبطال بينما تلعب الفتيات دور الأمهات مع الدمى الورقية الملونة. كلا النوعين كانوا يحققون حلم العظمة بطريقته الخاصة ولكن بدون اعتبار للحياة خارج حدود خيالهم الواسع.
كما كان لوالدينا دوراً بارزاً في تشكيل حبر طفلتهم البيضاء بتلك الخطوط الدقيقة المتداخلة بين القواعد والقانون وتقبل الآخر والتسامح واحترام الرأي المخالف رغم الاختلاف. لقد علمونا الحب والإيثار وزرعت بذور الرحمة داخل قلوب صغيرة كانت خصبة للتطور نحو مستقبل مفعم بالإيجابية والثقة بالنفس وعلو الأخلاق.
ختاماً، إن التفكير في سنوات الطفولة يعيد لنا شعوراً بالحنين إلى الماضي ومعرفة عميقة بقيمة البساطة والحكمة التي فقدناها في طريقنا نحو الراشدين. لذلك دعونا نحتفظ دائماً بزاوية من القلب مخصصة لتلك اللحظات الثمينة والتي ستكون دائما مصدر إلهام وحافز للاستمرار مهما بلغت تحديات الطريق أمامنا طويلة وصعبة!