- صاحب المنشور: محفوظ المدني
ملخص النقاش:
## العيش المستدام: التوازن بين الحفاظ على البيئة وتحقيق الرخاء الاقتصادي
يتناول هذا المقال تحديات تحقيق توازن بين تحقيق الاستقرار الاقتصادي والمحافظة على البيئة. يسلط الضوء على أهمية تبني ممارسات اقتصادية مستدامة كجزء لا يتجزأ من جهودنا لحماية الكوكب للأجيال القادمة. ستناقش الدراسة فوائد الانتقال إلى نموذج اقتصادي أخضر وكيف يمكن لهذه الخطوات الصغيرة أن تخلق تأثيرًا كبيرًا على المدى الطويل. سنستعرض أيضًا بعض الأمثلة الواقعية للبلدان والمؤسسات التي نجحت في تحقيق هذه المعادلة الصعبة، بالإضافة إلى العقبات المحتملة والحلول المقترحة للتغلب عليها.
فهم العلاقة بين الاقتصاد والاستدامة البيئية
تعتبر الاستدامة البيئية أحد الركائز الأساسية للعصر الحديث. إنها تتعلق بالحفاظ على موارد الأرض وضمان بقائها للأجيال المقبلة بينما نواصل تطوير مجتمعاتنا واقتصاداتنا. ومن ناحية أخرى، يعكس الاقتصاد مدى قدرة المجتمع على إنتاج واستهلاك البضائع والخدمات لتحسين رفاهيته بشكل عام. عند النظر إليهما معاً - الاقتصاد والاستدامة البيئية – تصبح الصورة أكثر تعقيداً، حيث يوجد تنافر واضح بينهما غالباً. فتطبيق سياسات بيئية صارمة قد تؤدي إلى زيادة تكلفة الإنتاج والتوزيع وبالتالي انخفاض ربح الشركات وتباطؤ النمو الاقتصادي المحلي والعالمي كذلك. لذلك، فإن هدف تحقيق "العيش المستدام" يكمن في ايجاد حلول مبتكرة تسمح لنا ببناء علاقات صحية بين الجانبين المتعارضين سابقاً؛ أي توفير فرص عمل جيدة ومستقبل أفضل بدون المساس بصحة الكوكب الذي نعيش عليه.
نماذج فعالة للعيش المستدام حول العالم
تشهد العديد من الدول تقدماً ملحوظا نحو اقتصادات خضراء أكثر استدامة. مثلاً، حققت ألمانيا تقدمًا رائداً في مجال الطاقة المتجددة عبر برنامجها الوطني لتوسيع الشبكة الوطنية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح البحرية. وفي نيوزيلندا أيضاً، أدخل قانون المناخ الجديد سنة ٢٠١٩ نظام سندات الانبعاثات للحوافز المالية للشركات والشخصيات الطبيعية للمساهمة بالتخلص تدريجيا من الغازات الدفيئة بحلول العام ٢٠٥٠ مما عزز مكانته بموقع متقدم عالمياً بتقييم مؤشر الأداء الأخضر الحكومي الخاص بالاستثمار المستقبلي لموارد الطبيعة . وعليه، توضح تلك التجارب أنه بالإمكان دمج السياسات المقدمة للاستدامة ضمن هياكل تنظيمية قائمة بطريقةفعالة وغير مكلفة نسبياً نسبيا مقارنة بفوائدها المرتبطة بإحداث تغيير جوهري لصالح الحياة البرية والأرض عموماً.
وعلى الرغم من ذلك، تبقى هناك العديد من التحديات الواجب مواجهتها لإنجاح تطبيق نهج شامل شامل لعادات وأساليب حياة جديدة تعتمد أساسيات نظم حكومية مختلفة وكذلك ثقافات متنوعة داخل كل بلد. فهذه الجهود تحتاج دعم قوي ومتناسق ومتابعة مستمرة وضمان مشاركتها لأكبر عدد ممكن من القطاعات المختلفة سواء كانت عامة أو خاصة حتى تتمكن دول العالم الثالث تحديدًا من اتخاذ خطوط مستقيمة واضحة نحو بناء مستقبل آمن وآخذ بعين الاعتبار الأولويات لكل فرد ومجموعة بشرية محلية ذات ارتباط مباشر بالمحيط الحيوي الخاص بها ويعمل جميعهم وفق نفس الاتجاه لنيل فرصة أفضل لجيل جديد يحافظ ويستفيد بكل ذكاء وصراحة بإمكانه التحكم بالتدفق النقدي العالمي والتخطيط له بكفاءة عالية وقدر أكبر للإلهام والإبداع والإعتماد على الذات وتمكين نفسه وزرع روح مقاومة