- صاحب المنشور: شفاء الدرويش
ملخص النقاش:تتزايد أهمية الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية. يوفر هذا التطور التكنولوجي العديد من الفرص لتحسين جودة الخدمات الطبية وتبسيط العمليات. يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في التشخيص الدقيق للأمراض، تحديد الأنماط والاتجاهات التي قد تفلت منها البشر، وتحليل كميات هائلة من البيانات الطبية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز التواصل بين المرضى والأطباء، مما يؤدي إلى تجارب رعاية صحية أكثر كفاءة وشخصية.
في مجال التشخيص الطبي، يستطيع الذكاء الاصطناعي معالجة الصور الطبية مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي بكفاءة أكبر من الأطباء البشريين. دراسة نشرت في مجلة "Nature Medicine" وجدت أن نظام ذكاء اصطناعي طورته شركة IBM Watson Health كان قادرًا على تشخيص سرطان الثدي بنسبة دقة تصل إلى 92%، وهو أعلى من المتوسط للطبقات البشرية من الاختصاصيين.
التعلم الآلي والرعاية الوقائية
يتيح التعلم الآلي ضمن نطاق الذكاء الاصطناعي للمستشفيات والمراكز الصحية مراقبة حالات مرضاها بشكل مستمر وتحليل بياناتهم السريرية لتحديد المخاطر المحتملة ومراقبتها. هذه القدرة تعزز الاستراتيجيات العلاجية المبكرة والتي غالبًا ما تكون الأكثر فعالية.
التواصل المحسن وعلاجات شخصية
يساهم الذكاء الاصطناعي أيضًا في جعل الاتصالات بين المرضى وأطبائهم أكثر فاعلية. الروبوتات التي تعمل ببرمجيات قوية تستجيب الأسئلة الأولية حول الأعراض، توفر معلومات عامة وقد تقوم حتى بتوجيه بعض الحالات غير الحرجة بعيدا عن العيادات المجهدة بالفعل خلال جائحة كورونا مثلاً.
وفيما يتعلق بالعلاج الشخصي, فإن قدرة الذكاء الاصطناعي على التحليل الضخم للبيانات يسمح له باكتشاف علاقات سريرية ربما يغفل عنها الإنسان. وهذا يعني أنه بإمكان النظام medico-informatic تصميم خطة علاج مصممة خصيصاً لكل مريض بناءً على تاريخه الصحي الخاص به وبناء توقعات دقيقة جدًا حول مدى استجابته للعلاج المختلفة .
لكن، وعلى الرغم من كل الفوائد المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة ، هناك تحديات كبيرة بحاجة لحلها أيضاً. تتضمن هذه التحديات الجانب القانوني والتكنولوجي الأخلاقي فيما يتعلق بأمان المعلومات الشخصية وكيف يتم جمع تلك المعلومات واستخدامها واسترجاعها بعد ذلك. كما تحتاج المهارات البشرية للتكيف باستمرار مع التقنيات الجديدة للحفاظ على توازن فعال بين الأدوات الحديثة والقيمة الإنسانية الكامنة خلف مهنة الطب.