كان عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، شخصية بارزة تتميز بالحكمة والفصاحة والإنسانية. لقد ترك وراءه العديد من الأقوال التي تعكس رؤيته العميقة للحياة والأخلاق الإسلامية. فيما يلي بعض الأمثلة على هذه الأقوال الحكيمة التي ما تزال تُستشهد بها حتى يومنا هذا لتوضيح مبادئ الإسلام وقيمه النبيلة:
- "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى". تدل هذه المقولة على أهمية النوايا الطيبة عند أداء الأفعال الدينية وغير الدينية. يؤكد عمر هنا على ضرورة الالتزام بالقصد الصحيح لتحقيق رضوان الله وتحقيق الغاية الأخلاقية للإيمان.
- "الإسلام ما وقر في القلب وعرف باللسان، وأجري عليه بالجوارح." يوضح هذا القول التعريف الشامل للإسلام كدين شامل يشمل الاعتقاد والقلب والسلوك. إنه يذكر المسلمين بأن إيمانهم يجب أن يعبر عنه ليس فقط عبر التصريحات ولكن أيضا من خلال أعمال الخير والحسنة.
- "إذا كان يوم الجمعة فأقيموا الصلاة واستمعوا للخطبة، فإنها هدى من الله عز وجل." تشجع هذه الفقرة على حضور خطبة الجمعة باعتبارها فرصة للاستماع لنصح الله وتوجيهه مباشرة للعالم المسلم. إنها تؤكد قيمة التعليم الروحي المستمر داخل المجتمع المسلم.
- "لا تيأسوا من روح الله إنّ رحمة الله قريب من المحسنين." ويقدم لنا عمر عزاءً للأوقات الصعبة وحثا مستمرا للمحسنين كي لا يفقدوا الإيمان برحمته الواسعة لرب العالمين.
- "إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر." يحذر عمر الناس بشكل عميق حول طبيعة الحياة الدنيوية بالنسبة لأصحاب الإيمان الحقيقي والذي يعتبرونها محطة مؤقتة نحو حياة أبدية خالية من الشرور والمآسي الأرضية. بينما ينظر الأشخاص غير المؤمنين إلى تلك الرحلة القصيرة كمصدر للسعادة والعيش الهانئ بدون حقيقة الدين.
هذه مجرد أمثلة قليلة من بين الكثير مما قاله الصحابي الجليل وقدوة الجميع في التقوى والصلاح. فهي تعتبر دليل واضحعلى المعرفة العلمية العميقة لدى الخليفة الثاني بالإضافة الى لباقته الأدبية وتأثير كلامه المفعم بالأخلاق الإنسانية والدينية الرائدة والتي مازالت ذات فائدة كبيرة حتى اليوم رغم مرور قرون عدة عليها.