• صاحب المنشور: طارق الجنابي
  
  ملخص النقاش:
  سعت العديد من الدول إلى تبني استراتيجيات اقتصاد أخضر لتلبية الاحتياجات الحالية مع ضمان عدم المساس بالقدرة على تلبية احتياجات الأجيال القادمة. يهدف الاقتصاد الأخضر إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتقليل الاستخدام غير الرشيد للموارد الطبيعية وتعزيز الشمول الاجتماعي والاستقرار البيئي. يلعب الذكاء الاصطناعي (AI) دورًا متزايد الأهمية في هذا التحول نحو الاقتصاد الأخضر عبر تقديم حلول مبتكرة ومستدامة يمكنها تحسين الكفاءة والإنتاجية وخفض التأثير السلبي للأنشطة البشرية على البيئة.

الفرص المقدمة بواسطة AI للاقتصاد الأخضر:

1. التنبؤ بالمخاطر المناخية: استخدام تقنيات التعلم الآلي لتمكين الحكومات والشركات من تحديد مخاطر تغير المناخ المحتملة واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة. وهذا يشمل نمذجة تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة والعواصف وغيرها من الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ، مما يساعد على تطوير خطط التكيف والمقاومة الفعالة.

1. تحسين كفاءة الطاقة: تطبيق خوارزميات الذكاء الصناعي لتحسين إدارة شبكات الكهرباء وتحسين تشغيل المعدات والمباني بطرق أكثر كفاءة واستدامة. ومن خلال مراقبة وقت الذروة، وضبط الحمل، وإدارة الطلب، يمكن لهذه التقنيات خفض هدر الطاقة والانبعاثات المرتبطة بها بكفاءة عالية.

1. إعادة تدوير المواد: يُمكن الذكاء الاصطناعي عمليات إعادة التدوير من خلال تسريع عملية فرز المخلفات وتحديد أنواع الخامات المختلفة بدقة أكبر وأسرع مقارنة بالأساليب اليدوية أو الروبوتات التقليدية. وهذا يساهم في زيادة معدلات فصل المنتجات البلاستيكية والألومنيوم والمعادن الأخرى لإعادة استخدامها مرة أخرى بدلاً من دفنها بشكل عشوائي.

1. زراعة مستدامة: تعمل تكنولوجيا الزراعة الذكية باستخدام البيانات الضخمة والحوسبة الحسابية المتقدمة على مساعدة المزارعين في اتخاذ قرارات تعتمد على بيئتهم المحلية الخاصة بهم بشأن الري وجمع المحاصيل مثلا، وبالتالي تحقيق محصول أعلى وكفاءة مياه أفضل وفي نفس الوقت أقل تأثير بيئي سلبي نتيجة لذلك.

1. النقل المستدام: يُعد نظام النقل العمومي أحد أهم مجالات التطبيق المحتملة حيث تكمن القدرة على تخفيف الازدحام المروري وانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون. إن تطوير أنظمة نقل ذكية تسمح بالتخطيط الأمثل لحركة المركبات بناءً على بيانات حركة المرور التاريخية وعوامل مختلفة مثل ذلك يعد خطوة كبيرة باتجاه جعل وسائل النقل العامة فعّالة وصديقة للبيئة أيضا.

تحديات وآفاق المستقبل:

بالرغم من العوائد العديدة التي يوفرها اعتماد نماذج أعمال مبنية حول تقنية الذكاء الصناعي ضمن منظومة عمل بأهداف تتعلق بحماية البيئة، إلا أنها تواجه بعض العقبات أيضًا والتي تحتاج لمزيدٍ من البحث والدعم:

• الإشكالية القانونية والقضائية: قد ينجم جراء فرض قواعد تنظيمية جديدة لبناء سياسات حكومية لدفع عجلة تقدم الانترنت الموصولة بالأجهزة المنزلية والصناعات الخاضعة لها خلال السنوات المقبلة الكثير من المعارك القانونية لن تؤثر فقط على سرعة نشر هذه النوعيات الجديدة بل ربما تؤدي إلى تثبيط رغبة الكثيرين للاستثمار بهذا المجال حالياً نظراً لما سيرافق تلك العملية من مخاطرة قانونية محتملة لاحقا حتى تتم صياغة التشريعات المنظمة لهذا القطاع الجديد تماماً والذي يتطور بسرعة مذهلة.

• مخاوف متعلقة بالخصوصية: هناك نقاش واسع يدور بين علماء السياسة والعلماء المهتمين بشؤون المجتمع المدني حول مدى جدوى منح الحكومة الحقوق الكاملة للحصول علي جميع البيانات الشخصية للأفراد بغرض مكافحة الاحتيال