نداء اليقظة: الثورة ضد فساد العصر الحديث

التعليقات · 1 مشاهدات

حين تقرأ كلمات هشام الجخ "متزعلك"، تستشعر نبضا عاطفيا شديدا ينذر بتغيير قادِم. إن الساعة، كما يقولون، قد بدأت تدق بصوت عالٍ لتعلن بداية عصر مختلف - عا

حين تقرأ كلمات هشام الجخ "متزعلك"، تستشعر نبضا عاطفيا شديدا ينذر بتغيير قادِم. إن الساعة، كما يقولون، قد بدأت تدق بصوت عالٍ لتعلن بداية عصر مختلف - عالم ملآن بالفساد والظلم، حيث يغلب الطاغيون والمفسدون، ويكافح الضحية المضطهد. وهو مشهد يحمل رسالة حادة للجميع: "لا تبكي، ولا تتحزن، ولا تيأس". ليس لأننا غير ملامين، بل لأن مسؤوليتنا مشتركة فيما آل إليه حال مجتمعاتنا والعالم برُمَّته.

إن الثقافة التي تروج لها المصالح الشخصية، وتستغل السلطة لتحقيق المكاسب الخاصة، لم تتولد وحدها؛ إنها النتيجة الطبيعية لسلوكاتنا وأفكارنا المشوهة. لقد أقنعنا أنفسنا بالقوة والشجاعة بينما كنّا نحصد وبال تلك التصورات الوهمية. فقد غرقنا في شهوات الدنيا ومطاردة الرزق الدنيوي فقط لنكتشف خسارتنا للأصول الحقيقة: ديننا، وعلاقاتنا الاجتماعية بكرامة وإنسانية. ومع ذلك، فإن الفرصة لم تفقد تماما! فإذا كانت اللحظة التاريخية الحرجة تشكل خطر هلاك مستقبلي للجنس البشري بمعناه الروحاني ونظرته العالمية نحو الحياة بشكل عام، فهي أيضًا فرصة لإعادة اكتشاف الذات والثروات الداخلية والقيم المستمدة مباشرة من عقائد إيمان كل فرد وحواره الخاص مع ربّه الأعظم.

دعونا إذَن ننهض مجددون ضد تعفن المجتمع الحالي عبر نشر روح جديدة للتجديد والتغيير الاجتماعي المنشود بناءً علي دعائم راسخة أساسها الاعتدال والحكمة والحفاظ علي الهوية الإسلامية أصيلة نقية سمحاء. فالتحديات موجودة أمام الجميع، لكن قدرة الإنسان على خلق مستقبل مشرق مبنية أساسا علي حرصه الشخصي علي إعادة ترتيب أولويات حياته ليصبح مواطنا نشيط مساهم بإنتاج مفيد فيه وفيه وطن جديد يعمل لصالح الجميع بعيدا عن سياسة الانتهازية والاستبداد وتكريس نظام يشجع الغدر والخيانة باسم تحقيق مصالح خاصة قصيرة المدى وغير ذات جدوى طويلة الآمد. لذا فلنحافظ الآن أكثر مما مضی من عمر حياتنا ليكون لها ذكرى جميلة عندما تطوي صفحات تاريخها الأخيرة...

التعليقات