التجربة اللبنانية: التحديات الاقتصادية والمعضلة السياسية

التعليقات · 1 مشاهدات

تواجه لبنان تحديات اقتصادية واجتماعية عميقة الجذور تتصاعد حدتها مع مرور الوقت. هذه المشاكل تعود إلى أصول سياسية وتعثر مؤسساتي أدى إلى حالة من الفسا

  • صاحب المنشور: علوان العامري

    ملخص النقاش:

    تواجه لبنان تحديات اقتصادية واجتماعية عميقة الجذور تتصاعد حدتها مع مرور الوقت. هذه المشاكل تعود إلى أصول سياسية وتعثر مؤسساتي أدى إلى حالة من الفساد المستشري والترهل الحكومي. يجد البلاد نفسها الآن تحت وطأة ديون ضخمة وأزمة اقتصادية حادة تُهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي للبلاد.

الدين العام المتفجر

في السنوات الأخيرة، تراكمت الديون العامة بشكل كبير لتصل نسبتها إلى أكثر من %160 من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام ٢٠١٩ - وهو أحد أعلى مستويات الدين بالنسبة للناتج في العالم. يعود جزء كبير من هذا الدين إلى الإنفاق غير المدروس والاستدانة الخارجية التي لم يتم استخدامها بطرق فعّالة وقابلة للاستدامة. بالإضافة لذلك، فإن نظام الضرائب الضخم يثقل كاهل المواطن ويؤدي إلى هجرة رأس المال الوطني إلى الخارج بحثاً عن بيئات استثمار أفضل.

الفساد والحوكمة الضعيفة

إن هشاشة النظام السياسي وضعف الحوكمة هما عاملان أساسيان يساهمان في تفاقم الأزمة. حيث يتسبب غياب الشفافية والمراقبة الواجب نحو القطاع العام في انتشار شبكات الرشوة والمحسوبية داخل المعاملات الرسمية مما يخلق طبقات ثرية على حساب الفقراء والأكثر فقراً ضمن المجتمع اللبناني الموحد عرقياً والذي يشكل الطائفة المسيحية نسبة كبيرة منه حسب آخر تعداد سكاني رسمي معتمد حديثًا وقد تجاوز عددهم مليون نسمة عام ۲۰۱۸ وفق بيانات وزارة الداخلية والتخطيط العمراني الذ‍اتي عبر موقع الحكومة الإلكتروني الرسمي الخاص بها بتاريخ يناير/كانون الثاني لعام ۲۰۲۱. ومن هنا يأتي دور الإعلام الحر الذي يمكن له التنبيه حول تلك التصرفات المنحرفة وتوجيه الانتباه للقضايا المهمة الأخرى مثل التعليم والصحة وغيرها الكثير والتي تحتاج تدخل الدولة مباشرة لحماية حقوق الإنسان الأساسية لكل مواطنيها بغض النظرعن انتماءهم العرقي والديني.

ومن أجل الخروج من هذا الوضع الخطير ،يتطلب الأمر جهد جماعي شامل تبدأ بإعادة بناء الثقة بين الشعب والنظام القائم وإصلاح المؤسسات حتى تستطيع تحقيق العدالة الاجتماعية واستعادة الاحترام العالمي للمؤسسة الوطنية وبالتالي جذب المزيد من المساعدات الدولية اللازمة لإعادة البناء والإعمار بعد الحرب العالمية الثانية عندما انهارت بنيتها التحتية تماماً وفي ظل الظروف الصعبة آنذاك تمكن شعبنا المؤمن بالغد الأفضل رغم كل المصائب والعقبات ليصبح نموذجا للأمل والصمود أمام دول بأكملها دفعت ثمنا باهظا للحفاظ عليها وعلى تاريخها المجيد.

التعليقات