- صاحب المنشور: رجاء الحمامي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، أدى الثورة الرقمية إلى تغييرات كبيرة في مختلف جوانب حياتنا اليومية، بما في ذلك كيفية عملنا وتفاعلنا مع الوظائف. أحد أكثر هذه التحولات بروزًا هو تأثير الذكاء الاصطناعي (AI) على سوق العمل. هذا المقال يستعرض كيف أثرت تقنيات الذكاء الاصطناعي على الأسواق العمالية ويستشرف العواقب المحتملة والتوجهات المستقبلية التي قد يتبعها اقتصاد المعرفة المتطور.
**1. الأثر المباشر للذكاء الاصطناعي على الوظائف**
أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من العديد من الصناعات، حيث يتم استخدامه لتعزيز الكفاءة وخفض التكاليف وتحسين الجودة. ولكن هذا له جانباً ثنائياً؛ فهو يقلل من الحاجة لبعض الوظائف الروتينية بينما يخلق وظائف جديدة تتطلب مهارات نوعية خاصة بالذكاء الاصطناعي نفسه. دراسة أجريت عام 2020 نشرتها منظمة بي دبليو سي قالت إن حوالي 43% من القوى العاملة العالمية عرضة لتغيير كبير فيما تعمل عليه بسبب الذكاء الاصطناعي خلال الـ10 سنوات القادمة.
الوظائف المتضررة تشمل تلك المرتبطة بالمهام routinale repetitive مثل الدعم الفني البسيط، والمحاسبة والإدارة المالية، بالإضافة للمهن ذات الطبيعة الإدارية الأولية الأخرى.
**2. خلق فرص عمل جديدة**
على الجانب الآخر، فإن تطوير تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي يُنتج أيضًا طلبا متزايدًا على خبراء ذوي كفاءات عالية قادرين على تصميم وصيانة وبناء نماذج التعلم الآلي وأنظمة التعامل مع البيانات الضخمة. وهذا يعني ظهور مجال جديد تماماً - "علماء الذكاء الاصطناعي" الذين يعملون داخل شركات القطاع الخاص وكذلك الحكومة والمؤسسات الأكاديمية البحثية.
هذه المهنة الجديدة ليست فقط مطلوبة بشدة بل تتميز أيضا بأجر مرتفع نسبياً مقارنة بمعدلات الأجور العامة. وفقاً لدراسة حديثة قام بها موقع Glassdoor، يحصل علماء البرمجيات المعتمدين على خبرة واسعة في مجالات الذكاء الاصطناعي متوسط دخل سنوي يصل لأكثر من 175,000 دولار أمريكي مما يجعلها واحدة من الأعلى أجراً بين كافة المهن التقنية التقليدية وغير التقليدية كذلك.
**3. التدريب وإعادة التدريب**
عندما يحدث تحول ثقافي هائل كالذي نراه الآن بسبب اختراقات الذكاء الاصطناعي في جميع قطاعات الاقتصاد العالمي، فإنه يلزم توفر القوى البشرية المناسبة لتحقيق الاستفادة القصوى منه ومن ثم القدرة على مواجهة تحديات مستقبل السوق العملية الناجم عنه مباشرة أو غير مباشرة. بالنسبة للعاملين الحاليين، يمكن استخدام دورات تعليمية عبر الإنترنت للتخصص في مجالات مرتبطة بتكنولوجيا المعلومات الحديثة والاستعداد لعصر الذكاء الاصطناعي الجديد الذي أصبح واقعيا بالفعل وليس مجرد احتمال بعيد المدى كما اعتدناه بالأمس القريب!
بالنظر للأجيال الواعدة الطامحة لمستقبل مشرق ومزدهر علميًا وفكريًا واجتماعيا واقتصاديًا عمليّاً أيضاً ، هناك حاجة ملحّة لإدراج المواضيع العلميه المتعلقة بالتكنولوجيا الرقمية ضمن المنهاج التعليمي بكافة مستويات التعليم الرسمي وغير الرسمي بداية منذ مرحلة رياض الأطفال وانتهاء بثانويات الجامعات والمعاهد والكليات المختلفة.