في كل عام، يحتفل الشعب العماني بالعيد الوطني، وهو يوم عزيز يذكرنا بتاريخنا المجيد ويستلهم من توجيهات القيادة الرشيدة نحو مستقبل مشرق. هذا اليوم ليس مجرد تاريخ في التقويم؛ بل هو احتفال بتراث ثقافي عميق الجذور ورمز للأمل والتقدم. يعود الاحتفال بهذا اليوم إلى الثاني عشر من نوفمبر/تشرين الثاني، عندما تولى السلطان قابوس بن سعيد سلطنة عمان عام ١٩٧٠. منذ ذلك الحين، أصبح العيد الوطني واحداً من أهم المناسبات التي تجمع العمانيين تحت راية الوحدة والقومية.
يرمز العلم العماني الأبيض بخماسية حمراء في الوسط إلى الوحدة الوطنية والإرادة القوية، بينما يحمل اللون الأحمر ذكريات بطولات الماضي وإنجازات الحاضر. خلال هذه المناسبة السنوية، تعكس الفعاليات المختلفة روح التنوع الثقافي الغنية لدى البلاد. فمن الطبول التقليدية والموسيقى الفلكلورية إلى المعارض المتخصصة والحفلات العامة، توفر الاحتفالات فرصة فريدة للتعرف بشكل أكبر على التقاليد المحلية ومتعة الحياة اليومية للعمانيين.
بجانب الجانب الترفيهي، يعدّ عيد الوطن أيضاً وقتاً للتأمل والاعتراف بالإنجازات السياسية والاقتصادية والعلمية التي حققتها عمان تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد - حفظه الله ورعاه -. لقد شهدت البلاد نهضة شاملة تشمل تطوير البنية التحتية، التعليم، الصحة، الزراعة والصناعة. وقد سارعت الحكومة باستمرار لتحقيق رفاهية مواطنيها ودعم تنمية المجتمع ككل.
ويُعتبر "اليوم العالمي للمعلم"، الموافق الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، جزءاً أساسياً من فعاليات العيد الوطني. فهو تقدير لإنجازات القطاع التعليمي وما يبذله المعلمون من جهود لتهيئة جيل المستقبل وتزويده بالأدوات اللازمة ليصبحوا أفراد منتجين ومثقفين. إن هذا الربط بين education Day وNational Day يشير بوضوح للارتباط الوثيق بين الثروة البشرية والاستثمار المستدام في الإنسان كأساس لتطور الأمم.
وفي ختام حديثنا حول العيد الوطني العماني، يمكن القول أنه أكثر بكثير مما يبدو عليه للوهلة الأولى – إنه رمز للاعتزاز بالتاريخ وعزم المستقبل المشترك لكل أبناء الوطن الواحد الواعد بمزيدٍ من النمو والنماء بإذن الله تعالى.