• صاحب المنشور: نادين بناني
  
  ملخص النقاش:
  مع انتشار جائحة كوفيد-19 عالمياً، شهد القطاع التعليمي تحولات كبيرة غير مسبوقة. فقد أدى هذا الوضع الاستثنائي إلى اضطرار العديد من المدارس والجامعات إلى الانتقال الفوري للتعليم عبر الإنترنت أو تبني نماذج تعليمية هجينة تجمع بين التعليم التقليدي والرقمي. هذه التحولات المفاجئة طرحت تحديات جديدة أمام الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور بنفس القدر تقريبًا.

التحديات الرئيسية:

1. التفاوت الرقمي: ليس جميع الطلاب لديهم نفس الوصول المتساوي إلى الأدوات والتكنولوجيا اللازمة لمتابعة الدروس الإلكترونية بكفاءة. هذا الأمر يضع الأطفال الذين يعيشون في مناطق نائية أو ذات دخل محدود بميزة أقل مقارنة بأقرانهم في المدن الكبرى. كما يتطلب إنشاء بيئة مناسبة للتعلّم باستخدام الأجهزة الذكية وبرامج التواصل المرئية استثماراً مالياً قد يكون خارج قدرة بعض العائلات.

1. الانسحاب الاجتماعي والعاطفي: غياب العلاقات الشخصية داخل الفصل الدراسي يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة النفسية لدى الشباب والشابات مما يؤدي ربما لإرتفاع معدلات الاكتئاب والقلق والإحباط نتيجة الشعور بالوحدة والعزلة. بالإضافة لذلك فإن افتقاد النظام الجماعي اليومي الذي يتميز به الروتين المدرسي يساهم أيضًا بخلق شعور بعدم التركيز والصعوبات الأكاديمية.

1. **القضايا العملية*: بالنسبة للمعلمين فهي تأتي بتكلفة البحث المستمر عن طرق فعالة لتوصيل المعلومات بطريقة تشاركية وجاذبة بينما تضمن ضمان فهم مفاهيم معقدة عبر الشاشات الصغيرة للأجهزة المحمولة؛ أما إدارة الصف وإشراف التلاميذ فتزداد صعوبة عند عدم وجود رقابة مباشرة عليهم وعلى مستوى مشاركات كل منهم أثناء الحصة التي يمكن مراقبتها عادة خلال جلسات التعلم التقليدية داخل الفصول الدراسية.

الحلول المقترحة:

* زيادة خدمات دعم المجتمع: يجب تقديم المزيد من المساعدات المالية والدعم اللوجستي للعائلات الفقيرة للحصول على أجهزة حاسوب محمول واتصال جيد بشبكة الانترنت، وذلك لضمان إمكانية الجميع بالحصول علي فرص متساوية للتدريس والتدريب البعيد المدى "عن بعد". تشمل الخدمات الأخرى التدريب المجاني لأفراد الأسرة حول كيفية استخدام المنتديات التربويه وكيفيه الاستخدام الأمن لهذه المنصات والمواقع العلميه , وكذلك تطوير مهارات حل المشكلات فنية والتي ستكون ضرورية لحل أي مشاكل محتملة مرتبطة بالتكنولوجيا المستخدمه.

* دمجة الرعاية الصحية والنفسية ضمن المناهج الدراسية الحاليّة : ينبغي تعزيز التدريب المهني الخاص برفعة الحالة النفسية للطالب وتقديم استشارات صحية موجهة لهؤلاء المكلفين بمساعدة طلبتهم فيما يتعلق بصحتوا النفسيّة والجسدية . وقد يشمل ذلك أيضا تزويد الطلبة بإرشادات هامة بشأن الوقاية من الامراض مثل مرض covid-19 واكتشاف اثارها الجانبية طويلة الاجل وما هي أفضل وسائل المواجه لها طبيا واجتماعيا.

هذه الفترة التجربة تعد فرصه عظيمة لصناع القرار السياسيين وصناع السياسات التعليمية لتحسين جودة عملية تعلم الأشخاص الصغار والكبار أيضاً ، وخلال هذه الظروف الجديدة يمكن استخلاص أفكار ومبادرات مبتكرة ستمكننا مستقبلا من خلق نظام جديد أكثر شمولا وعصرية يتناسب ومتطلبات عصر الثورة الهائلة التكنولوجية ويضمن توفر الفرص التربوية لكل فرد بغض النظر عن موقع تواجد.