• صاحب المنشور: ناديا بن عزوز
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهدت المناظرات حول التعليم اهتمامًا متزايدًا بالدور الذي تلعبَه الواجبَاتُ المنزليّة. هذه الأدوات التربويّة التي كانت تعتبر أساسًا لبناء العادات الدراسية الجيدة لدى الطلاب باتت اليوم محل نقاش جدّي بسبب التحديات الجديدة التي تواجهها الأسر والمدارس معًا.

أولاً، يُعتبر الوقت عامل حاسم. الأطفال المعاصرون يواجهون عبء جدول زمني محمّل بالأعمال الخارجية والمدرسية، مما قد يؤدي إلى شعور بالإرهاق والإجهاد النفسي. تُظهر العديد من الدراسات الحديثة ارتباطًا بين ساعات طويلة من العمل المنزلي وانخفاض مستوى التحفيز الأكاديمي والصحة العامة للطالب.

ثانيًا، هناك مسألة العدالة الاجتماعية. يمكن أن يتغير مقدار الأعمال المنزلية المقدمة بناءً على ظروف الحياة الاقتصادية والعائلية الخاصة بكل طالب. هذا يعني أنه بينما يتمكن البعض من الحصول على الدعم الكافي خارج الفصل الدراسي، فإن الآخرين ربما يكافحون لمواكبة المتطلبات البدنية والفكرية لهذه الواجبات.

بالإضافة لذلك، ينبغي النظر أيضًا فيما إذا كان التركيز الحالي على "التعلم القائم على الاختبار" مناسب حقا لجميع أنواع التعلم المختلفة ومتطلباتها الفردية. بعض الطلاب يستفيدون بشكل أفضل من التجربة العملية والتفاعل الاجتماعي أثناء عملية الاكتشاف والاستقصاء - وهو أمر غالباً ما يغيب عنه نظام الواجب المنزلي التقليدي.

الخيارات البديلة

بدلاً من ذلك، بدأت بعض المدارس تجرب طرق جديدة لتشجيع الاستقلالية والشغف بتعليم الذات داخل الصفوف الدراسية نفسها. تشمل هذه الأساليب تقنيات مثل المشاريع عالية المستوى والتي تتطلب مشاركة كبيرة من جانب الطالب لكنها تسمح له بالتوسع في مجال اهتمامه الخاص بحرية أكبر.

وفي النهاية، الأمر يتعلق بإيجاد توازن بين الاحتياجات التنظيمية للمدرسة واحتياجات نمو الطفل الشخصي والمعرفي. يجب علينا إعادة تقييم دور الواجب المنزلي وتحديد كيفية تحسين فعاليته وكفاءته بما يعكس واقع القرن الحادي والعشرين ويساهم في خلق بيئة محفزة ومبتكرة لكل طفل بغض النظر عن خلفيته أو تحديات حياته.