• صاحب المنشور: جبير الجبلي
  
  ملخص النقاش:
  ## التطبيقات الذكية وتأثيرها على الصحة النفسية للشباب: دراسة متعمقة للأثر الإيجابي والسلبي

في عصرنا الرقمي الحالي، أصبحت التقنيات الحديثة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من بين هذه التقنيات، تبرز الهواتف الذكية وأجهزتها المرتبطة كأدوات رئيسية للتواصل والتواصل الاجتماعي والدخول إلى العالم الواسع للإنترنت. وعلى الرغم من فوائدها العديدة، إلا أن هناك مخاوف متزايدة حول الأثر الذي قد تحدثه هذه الأدوات على صحة الشباب النفسية. تستكشف هذه الدراسة التأثيرات المحتملة للتطبيقات الذكية على الصحة النفسية للشباب، مع التركيز على الجوانب الإيجابية والسلبية لهذه العلاقة المتشابكة.

الفوائد المحتملة:

1. تحسين التواصل الاجتماعي: توفر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الاتصال المختلفة عبر الإنترنت فرصًا فريدة للشباب لتوسيع شبكاتهم الاجتماعية والبقاء على اتصال بأصدقاء وعائلات بعيدين جغرافياً. هذا يمكن أن يعزز الشعور بالانتماء والمشاركة المجتمعية، مما يساهم في تحسين الصحة العقلية العامة. تقرير صدر مؤخراً يشير إلى أن الاستخدام المنتظم لشبكات التواصل الاجتماعي يرتبط بمستويات أقل من الاكتئاب والقلق لدى بعض مجموعات الشباب [1].

1. الوصول إلى المعلومات والمعرفة: تتيح التطبيقات الشاملة الوصول السريع للمعلومات التعليمية والثقافية، مما يسهل عملية التعلم المستمر وزيادة المعرفة الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل العديد من التطبيقات كموارد تعليمية مباشرة تحت إشراف متخصصين في مجالات محددة مثل الرياضيات أو اللغات الأجنبية. وهذا يؤدي غالبًا إلى زيادة الثقة بالنفس والإنجاز الأكاديمي، وهو أمر ذو أهمية كبيرة لصحة نفسية صحية ومتوازنة.

1. الدعم النفسي والعاطفي: تقدم مجموعة متنوعة من التطبيقات أدوات وموارد للدعم النفسي والعاطفي، بما في ذلك خطوط المساعدة المجانية والدردشة الآمنة والتطبيقات التي تتبع الحالة المزاجية وتحليل البيانات ذات الصلة. هؤلاء الشباب الذين يشعرون بالعزلة أو الضيق قادرون الآن على الوصول بسرعة لأشكال الدعم عند الحاجة إليها أكثر منهم قطعا في الماضي القريب [2].

المخاطر المحتملة:

1. الاكتئاب وفقدان النوم: استخدام الشاشة قبل النوم أصبح عادة شائعة بين الكثير ممن يستخدمون الهاتف الذكي بكثرة؛ وذلك بسبب البلو راي المنبعث منه والذي يؤثر مباشرة على هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاسترخاء الليلية. اضطراب دورات النوم مرتبط ارتباطاً مباشراً بالاكتئاب واضطرابات مزاج أخرى [3].

1. العزلة الاجتماعية الحقيقية: رغم كون الشبكات الاجتماعية مصدرًا ممتازًا للعزلة الوهمية، فإن الاعتماد عليها يمكن أن يخلق عزلة اجتماعية حقيقية عندما يستبدلها الناس بالتفاعلات غير الواقعية. فقد وجدت إحدى الأبحاث ان الانسحاب من الحياة الاجتماعية الفعلية لفترة طويلة نتيجة للاستغراق الزائد بوسائل التواصل الإلكترونية له تأثير سلبي واضح على مستويات السعادة والصحة النفسية عموما [4].

1. ضغط المقارنة: مقارنة الذات باستمرار بطرق حياة الآخرين عبر الإنترنت - والتي غالبًا ما تكون مصطنعة وغير واقعية – تؤدي حتماً لمزيد من عدم رضا الشخص بذاته وما لديه بالفعل. تُعرف هذه الظاهرة باسم "syndrome of comparison"، وقد لوحظ أنها تساهم بشكل كبير بتفاقم مشاعر الغيرة وكراهيتها الذات.

[1] https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/26988878/

[2] https://www.apa.org/monitor/2019/0