- صاحب المنشور: عزيز البصري
ملخص النقاش:
تدور نقاش حاد ومثمر عبر مجموعة متنوعة من الأفكار حول دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز العملية التعليمية وكيفية تأثير تلك الروبوتات المتقدمة على جوهر التجربة الإنسانية. يساهم كل من عيسى الصمدي وهند بن بكري بتباينات نظرتهما لتطرح مسألتين رئيسيتين: مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على تقليد وفهم جوانب الإنسانية الغامضة كالمشاعر والأخلاقيات؛ والتأثير المحتمل للتطبيقات الضيقة لهذه التقنية الجديدة عند تصميمها وفقاً لأطر ثقافية واجتماعية خاصة بنا.
يشدد عيسى الصمدي على الطبيعة الشائكة لمشكلة الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أنها تتجاوز التحكم الرقمي المعروف نحو مجالات أكثر عمقا وعاطفة مثل العلاقات الشخصية والإحساس بالأخلاق الحميدة. فهو يحذر بأن الاعتماد الكبير على ذكاء آلي جاف قد يؤدي بخسارة الثراء اللافت للإنسانية - حساسية تشعر بالإحباط وأخرى تجد الفرحة في لحظات بسيطة من الحياة الجامدة للقواعد المجردة. ولذلك يدفع باتجاه تسجيل معايير اجتماعية وأخلاقية ضمن عمليات تدريب الذكاء الاصطناعي لمنعه من الوقوع فيما يسميه "فقر بشري".
ومن جانبها، تتمسك هند بن بكري بالتأكيد على ضرورة توازن رقيق عندما يصمم مجتمعنا الروبوتات والمخطوطات البرمجية التي ستنتشر بشكل واسع يومياً. فعلى الرغم من موافقتها على قيام برمجة الذكاء الاصطناعي ليصبح ذو طابع إنساني واضح، إلا إنها تؤكد أيضا وجود خطر محتمل لإحداث تأثير سلبي عرضي إذا تم التركيز بدرجة كبيرة على منظور واحد ثقافي/ اجتماعي بعينه. وبالتالي فإن المهمة الأساسية هنا هي تحقيق الجمع المثالي بين تقدير العمليات المعرفية الحالية بالإضافة لتوفير المرونة لاستقبال الابتكارات المستقبلية والتي ربما لن تكون راسخة حالياً ضمن أي منظومة معرفية معروفة لدينا اليوم. إذن فالهدف إذن ليس فقط ترسيخ "الإنسانية" داخل النظام المدروس بل وليس كذلك جعل هذا المقترح مقدس وغير قابل للتبدل! بل وفي الواقع الحث على خلق حالة ديناميكية تسمح بتكييف وتجديد رؤانا واحكامنا بناءا على التجارب المكتسبة حديثا والمتغيرة باستمرار للأجيال المقبلة.
والآن وبعد تحليل كلا وجهتي النظر، يبدو أنّ النتيجة النهائية لهذا الحديث هي دعوة ملخصة للاستخدام المسؤول للتقنية الحديثة بطرق تكفل حفظ روح المجتمع والبقاء قادراً علي الاستعداد للتغيرات المستجدة جنباً إلي جنب مع الحدوث الدائم للتحولات الاجتماعية والثقافية العالمية. ومن ثم تبقى رسالة واضحة وهي التشديد علي اغتنام الامكانيات المتاحة بواسطة تكنولوجيات جديدة مع الحرص علي درء الاخطار الناجمة عنها واتاحتها تحت رقابة انسانية كاملة وذلك حقنة ضد مظاهر الانسانيلكل منهما وجهة نظره الخاصة حول كيفية تطبيق مفاهيم "الإنسانية" على الذكاء الاصطناعي. يشير عيسى الصمدي إلى الحاجة الملحة لدمج المفاهيم الأخلاقية والعاطفية في تطوير الذكاء الاصطناعي لتجنب خسارة الجوانب الإنسانية الهامة. أما هند بن بكري فتشدد على أهمية توازن دقيقة بين التركيز على الثقافة والقيم الموجودة حاليًا والحفاظ على مرونة نظام الذكاء الاصطناعي للسماح بإدراك ومواءمة الأفكار الجديدة التي قد تنشأ لاحقًا.
عنوان المقترح: "بين الإنسانية والذكاء الاصطناعي: التوازن بين احتضان التقدم وضمان بقائنا").