- صاحب المنشور: جمانة البدوي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. بينما توفر هذه المنصات فرصًا للتواصل والتفاعل مع الآخرين، إلا أنها قد تكون لها آثار سلبية غير متوقعة على صحتنا النفسية. سنستكشف هنا كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تؤثر على الصحة النفسية للأفراد، خاصة فيما يخص القلق والاكتئاب والشعور بالوحدة.
بداية، من المهم فهم طبيعة العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسية. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود رابط واضح بين زيادة الوقت الذي يقضيه الأشخاص أمام شاشاتهم الرقمية وانخفاض مستويات الرفاهية العامة. أحد أشهر الأسباب هو "مفارقة الجودة"، حيث يعبر المستخدمون عن صور مثالية للحياة مقارنة بأحوالهم الفعلية، مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط وعدم القدرة على تحقيق نفس المستوى من الكمال.
تأثير الوسائط الاجتماعية على القلق
تزيد قنوات التواصل الاجتماعي من الضغوط التي يشعر بها الأفراد بسبب التعرض للمعلومات والأخبار بسرعة وكثافة أكبر بكثير مما نختبره في الحياة الواقعية. هذا الأمر يساهم في تولد مشاعر القلق بشأن الأمور السياسية أو الاقتصادية أو الصحية. كما أن المقارنة المستمرة لمواقف الآخرين بالسعادة والمكانة تجعل البعض عرضة للشعور بالنقص والنقصان الذاتي.
الاكتئاب كآثار جانبية لاستخدام الشبكات الاجتماعية
بالرغم من كونها أدوات فعالة للتعامل وللتواصل الإنساني، فقد أثبتت العديد من التقارير العلمية عكس ذلك؛ فتُظهر البيانات علاقة ارتباط سالبة بين مدة الاستعمال وصورة الذات لدى الشباب خصوصاً منهم الذين يجيدون تقنية الهاشتاقوص وتبادل الصور عبر الإنستاغرام وغيرهما من المواقع الإلكترونية ذات الصدى الكبير داخل المجتمع الحديث . بالإضافة لذلك فإن الوصل الدائم بهذا العالم افتراضي يسمح لتلك المشاعر التراجيدكية بأن تتسلل إلي قلب الإنسان بطريقة أكثر سهولة وبالتالي تحدث الإصابة بالاكتئاب ومخاطر انتحارية أخرى مرتبطة بهذه الحالة المرضية الخطرة والتي تستدعي العلاج الطبي والدعم النفسي المتخصص.
الشعور بالعزلة والعزوف اجتماعيا نتيجة الاعتماد الزائد عنها
قد يبدو الأمر تناقضا عندما نقول ان مواقع التحاور المرئي والثابت تسهم بتنميط الانسان نحو انفصال مجتمعي عميق وذلك بناء لما شهدته تلك الشبكة العالمية بعد فترة وجيزة منذ ظهورها لأول مرة عام ٢٠٠٤ ثم انتشارها الواسع حالياً ؛ فمن خلال رصد حالات الكثير ممن لديهم حساب شخصي عليها لاحظ الباحثون تحولا ملحوظا تجاه برودة العلاقات الحقيقية وانتشار ظاهرة غياب المحادثات الشفهية الحية لصالح الرسائل المجازفة بلا روح بشرية حيوية خلف الشاشة الصغيرة الخاصة بكل واحد منهم ! وهذا يدفع بنا للسؤال حول ماهو الحل المثالي لإرضاء جانبينا الأخوي والإلكتروني بدون احداث اختلالات اخرى بفروقات كبيرة ؟! هل حقّقا الجمع بين الجانبين الاصطلاحي والمعاشري أم هناك ضروره واضحه لنقاط خلاف؟ علينا التنبيه بان بعض التجارب الشخصية قد تتمكن بالفعل من الوصول لحلول وسط مناسبة ولكن تبقى قضيتي الخطر المؤرق لكل جيليه المعلومات العصرية وهي كم ألاف المخاطر المحتملة اذا لم يتم ضبط طرق واستراتيجيات جديدة للاستخدام الآمن لهذه المؤسسات الإعلام الجديد قبل استفحال الامر وفقدانا لقيم الاسرت وضمائر الناس وثقتها بالمحيط الخارجي كذلك بحكم المعرفة البشرى العام القديم والحديث وليعلم الجميع إن هدفنا الأساس ليس قطع روابط الاتصال بل تنظيم سير العمل والسلوك وفق ضوابط صحوة وعقلانية واتزان نفسي واجتماعي حتى وإن طالت مدة الرحلات الطويله للنشر رقميّا ولم يبق مجال واسعا للإنسحاب منها تمامتا ، فلابد دائماً من القيام بخيارات ذكيّة دستوريتها وقواعد اخلاقية تعالج كثير من مظاهر اضرار الذكر الإلكتروني وإساءاته كذلك.