- صاحب المنشور: ساجدة التواتي
ملخص النقاش:
يسلط هذا النقاش الضوء على الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها التعامل مع أزمة المناخ العالمية، والتي تعد أحد أكبر التحديات المعاصرة للأرض والبشرية. يشارك كل مشارك رؤيته الخاصة حول كيفية تحقيق الحلول المستدامة لهذه القضية الحرجة.
يتوافق جميع المشاركين على حاجتهم لمبادرات مستقبلية تلعب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً بها، حيث يقول "أسامة بوزرارة": "التوجّه نحو الذكاء الاصطناعي في مواجهة أزمة المناخ خطوة حيوية". يشير هنا إلى القدرة المحتملة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي على تعزيز كفاءة طاقات الطاقة المتجددة، وكذلك مساعدة الصناعة في تكيّف أفضل مع تغييرات الظروف الطبيعية. ولكن ومع اعترافه بفوائد الذكاء الاصطناعي، يُشدد أيضا على الرقابة الأخلاقية أثناء استخدام تلك التقنيات للحفاظ على الخصوصية البيئية.
ومن جانب آخر، تبدي "آسيا بن البشير" بعض التحفظات حول الاعتماد الكامل على التكنولوجيا وحدها، معتبرة أنه يجب دراسة الحلول طويلة الأجل بعناية وهي تشمل التدخل البشري والدعوة للممارسات الصديقة للبيئة. وهذا يدفع "أسامة بوزرارة" لإعادة تأكيد موقفه، قائلاً إن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون مجرد جزء واحد ضمن منظومة شاملة تجمع بين التغيير في نمط الحياة والاستثمارات الخضراء والتطور التكنولوجي. ويضيف أيضاً أن مثل هذا النهج الشامل سيحقق نتائج أكثر ثباتاً وصموداً أمام اختبار الزمن.
وفي حين يدافع "أسامة بوزرارة" وآخرون عن استخدام الذكاء الاصطناعي، تؤكد "فرح بن زيدان" على الأبعاد الاجتماعية والثقافية لأزمة المناخ. فهي ترى أن تركيزنا المبالغ عليه على التكنولوجيا قد يخفي أهمية التعليم العام والتغير في ثقافة السلوك الفردي والجماعي في مكافحة المناخ. ويرد عليها "مهدي بن زروق"، مؤكداً أن التكنولوجيا ليست منافسة للإجراءات البشرية بل هي وسيلة داعمة لها. إذ تستطيع الأدوات الذكية الحديثة نقل المعلومات الواقعية بطرق جاذبة، ومن ثم تحفيز المواطنين والمجتمعات لاتخاذ قرارات أكثر مسؤولية بيئيًا.
باختصار شديد، يعد هذا النقاش نداء قوياً لمسار مزدوج يتمثل في تطبيق تقنيات مستقبلية جديدة جنبا إلى جنب مع حملات تثقيف عامة واسعة لنحدث نقلة نوعية تواجه تحديات عالمية كبرى كتلك المرتبطة بالأزمة المناخية.