- صاحب المنشور: شذى بن عزوز
ملخص النقاش:في عالم اليوم المترابط رقميًا، أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. يوفر هذا الفضاء الافتراضي فرصاً عديدة للإبداع والتواصل والمعرفة، ولكنه أيضًا مليء بالتحديات التي تتعلق بالحرية والمراقبة الشخصية والأمان. التوازن الدقيق بين هذين الجانبين هو محور نقاش مستمر حول العالم. حرية التعبير مهمة للحفاظ على مجتمع مفتوح وشامل، ولكنها تتعارض أحيانًا مع الحاجة إلى المسؤولية والحفاظ على خصوصيتنا وتجنب العنف أو خطاب الكراهية عبر الإنترنت.
أهمية الحرية الرقمية:
تعد القدرة على الوصول بحرية للمعلومات ومشاركة الأفكار أمراً أساسياً للديمقراطية الحديثة وللمجتمع العلمي والثقافي. توفر المنصات الإلكترونية مساحة للتجمع السياسي والتفاعل المجتمعي والدعم للأفراد الذين يعانون من القمع الاجتماعي أو الحكومي. يمكن للصحافة المستقلة وغير الخاضعة للرقابة تحريك المياه الراكدة وتعزيز الشفافية بشأن القضايا العامة. بالإضافة لذلك، فإن التعليم الرقمي والوصول المفتوح للعلم يساعدان في تعزيز الاقتصاد العالمي والعلاجات الصحية الجديدة والابتكار التقني.
تحديات الاستخدام غير المسؤولة:
من ناحية أخرى، يمكن استخدام الشبكة العالمية لأهداف ضارة. انتشار المعلومات المغلوطة ("fake news") يشكل تهديدا كبيرا على الواقع البديل الذي قد يقود إلى القرارات السياسية الخطأ والخوف الجماعي. كما أدى ازدياد وسائل التواصل الاجتماعية إلى زيادة الهجمات الإلكترونية مثل الاحتيال عبر البريد الإلكتروني والبرامج الضارة والإرهاب الإلكتروني. كذلك، انتشر ظاهرة التحرش والسلوك العدائي عبر الانترنت مما يؤثر سلبا على تجربة المستخدم ويقلل الشعور بالأمن الشخصي في هذه البيئة المشتركة.
تحقيق التوازن:
لتعزيز بيئة رقمية صحية، علينا العمل نحو توافق أفضل بين الحقوق الأساسية والمسؤوليات المدنية. هذا يعني تطوير سياسات حكومية وقوانين فعالة لتوفير حقوق تسجيل البيانات الشخصية، وكذلك قوانين ضد جرائم الإنترنت. كما أنه يجب تشجيع المواطنين على فهم كيفية التعامل بأمان داخل الفضاء الرقمي - سواء كانت هذه معرفة بمخاطر التصيد الاحتيالي أو مهارات النقدية لمعلوماتهم عندما يبحثون عنها عبر الإنترنت. وأخيراً، دور الشركات الخاصة الرائدة في مجال التكنولوجيا هام أيضا في تطبيق المعايير الأخلاقية المرتبطة باستخدام منتجاتها وضمان أنها ليست أدوات للأذى بل للتطور الإيجابي.
