- صاحب المنشور: شكيب بن الشيخ
ملخص النقاش:تسببت جائحة كوفيد-19 في تغييرات جذرية وغير مسبوقة على المستوى العالمي، وكانت للمنطقة العربية نصيبها من هذه التداعيات. شهد اقتصاد العديد من البلدان العربية انخفاضًا حادًا خلال فترة الوباء بسبب القيود الصارمة المفروضة لمنع انتشار الفيروس، والتي أدت إلى توقف كبير في الأنشطة التجارية والسياحية والتوظيف. هذا الانكماش الاقتصادي له عواقب وخيمة تمتد لتؤثر ليس فقط على الأفراد ولكن أيضا الحكومات، مما يهدد بتعميق الفجوة بين الفقراء والأغنياء داخل المجتمعات المحلية.
أبرز الآثار قصيرة المدى تتضمن زيادة معدلات البطالة والإفلاس للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. حيث اضطرت الحكومات لاتخاذ قرارات صعبة مثل تخفيض الرواتب الحكومية وتسريح العمال للحفاظ على استقرار المالية العامة وسط انخفاض الإيرادات الضريبية وانخفاض الاستثمارات الخارجية. بالإضافة لذلك، تأثرت قطاعات رئيسية أخرى كالنفط والغاز بشكل مباشر نتيجة لانخفاض الطلب العالمى عليها.
آفاق مستقبلية
بالنسبة للمستقبل، هناك حاجة ملحة لإعادة هيكلة السياسات الاقتصادية لدول المنطقة لتحسين المرونة أمام أي تهديدات صحية محتملة قد تأتي لاحقا. يتطلب الأمر دعم القطاعات الأكثر تضرراً، خاصة تلك المعتمدة بشدة على السياحة والتكنولوجيا الرقمية. كما أنه من الضروري تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي والحماية الاجتماعية للأسر ذات الدخل المنخفض لحمايتها من آثار الجائحة المتراكمة.
وفي حين تقدم بعض الدول خططاً للاقتصاد الأخضر والاستثمار في التقنيات الخضراء لمواجهة التغير المناخي، فإن التركيز الحالي ينصب حول التعافي الاقتصادي بعد كوفيد-19. إن تحقيق توازن بين التصدي لجائحة اليوم والبناء نحو مستقبل أكثر استدامة هو تحدٍ كبير أمام كل دولة عربية.