• صاحب المنشور: ماهر البلغيتي
  
  ملخص النقاش:
  

  مع التطور الكبير الذي يشهده عالم الذكاء الاصطناعي (AI) اليوم، أصبح هناك نقاشًا واسعًا حول تأثير هذه التكنولوجيا المتقدمة على سوق العمل. يتناول هذا المقال التحولات المحتملة التي قد تحدثها تقنيات AI المختلفة في أنواع وظائف محددة، بالإضافة إلى التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بذلك.

في السنوات الأخيرة، برزت مساهمات AI الفعالة في مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والأعمال التجارية بسبب قدرتها على معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة وكفاءة غير قابلة للمقارنة بالقدر البشري. فعلى سبيل المثال، يتم استخدام الروبوتات الطبية الآن لأداء عمليات جراحية دقيقة للغاية تحت توجيه الأطباء. بينما تستطيع برامج التعلم الآلي تشخيص الأمراض بناءً على صور الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي بأمان أعلى وقدرات أكثر دقة مقارنة بالأطباء البشر.

التغييرات المحتملة

من الواضح أن بعض الأدوار التقليدية ستختفي تدريجياً أمام ذكاء اصطناعي قادر على أداء مهام روتينية باستخدام بيانات تاريخية وتحسين قدراته باستمرار عبر تعلم عميق. ولكن من الجدير بالملاحظة أيضا أنه سيظهر طلب جديد لوظائف تتطلب مهارات بشرية فريدة ولا يمكن أن يحل محل الإنسان بها إلا بشروط خاصة جدًا وبمناسبات نادرة جدًا حتى الآن.

فرص جديدة للوظائف

على الرغم من فقدان البعض لمواقعهم نتيجة لذكاء اصطناعي قادر على القيام بمهامه بدلاً منه ، فإن تطوير مجال تكنولوجيا الذكاء الصناعي يخلق فرص عمل جديدة تحتاج خبراء ومبرمجيين متخصصين يعملون علي تصميم وصيانة تلك الأنظمة الذكية وكذلك مراقبتها وضمان سلامتهم وأخلاقهم عند التطبيق العملي. كما ستكون هنالك حاجة ملحة لقوى عاملة ماهرة تقوم بتوجيه واستخدام هذه التقنيات بكفاءة عالية داخل المؤسسات الحكومية الخاصة والمراكز البحث العلمي وغير ذلك.

التأثير الاجتماعي والاقتصادي

يمثل ظهور دور أكبر لذكاء اصطناعي تحديًا اجتماعيا واقتصاديا كبيرًا للدول والشركات والحكومات حيث أنها مطالب باتخاذ إجراءات مناسبة لتوفير التعليم والتدريب المناسب للأفراد الذين يعملون حاليا بسوق الشغل الحالي ليضمنوا قدرتهم علي دخول سوق شغل المستقبلي القائم أساسا علي الاعتماد الأكبر الي حد بعيد علي تطبيقات تطور علم علوم الحاسب الحديثة "الحوسبة المعرفية". ومن الجانب الآخر فإنه ينبغي وضع قوانين ولوائح لضمان عدم استغلال هذه التقنيات بطرق غير أخلاقية وضارة بحقوق العمال والبشر عامة.