- صاحب المنشور: وئام الموريتاني
ملخص النقاش:
تبدأ المداخلة الأولى من طرف مهدي بن يوسف حيث يوافق بشدة على مقولة وئام الموريتاني حول حاجتنا لإجراء تغييرات عميقة في النظام التعليمي قبل الانغماس في الحلول التقنية. وفقاً له، سيؤدي التركيز الزائد على الأدوات الرقمية بدون تعديل جوهر النظم التعليمية القديمة إلى زيادة التفاوت بين الطلبة وتدنِّي مستوى الجودة العامة للتعليم. يشترط مهدي أن يتم النظر للتكنولوجيا ليس كحلٍ سحري ولكنه فقط كمكمِّل للقيم الرئيسية للإصلاح داخل السياسات والأهداف والمعايير التعليمية ذاتها.
ثم يستعرض العربي بن علية وجهة النظر هذه بتعليقه الخاص إذ يقول إن وئام الموريتاني يسوق حجّة مثالية حينما يكشف مدى أهمية التصحيح الداخلي للنظام التعليمي باعتباره شرطاً مسبقا للتقدم الديجيتال الهادف. وهو يشدد على أنه إذا خضعنا لسحر التكنولوجيا بينما نتغاضى عن تجديد الهيكل والتخطيط للدروس، فسيكون الأمر مشابه لبنائِ بيت على أرض غير مستوية والتي ستفشل ولا تدوم لفترة طويلة مهما كانت متانة بنائه لاحقا. بهذا المعنى، يقترح العربي أن جهودنا يجب أن تستهدف نهضة شاملة للتعليم حتى تظل وسائل التواصل الحديثة مجدية ومنفعية لكل الأفراد.
بالرغم من تأييده لرؤية مهدي والعربي فيما يتعلق بالحاجة الملحة لتحقيق الاتزان بين التأثير الرقمي وإدارة التعلم، إلا أن غادة بن ساسي تقدم منظور مختلف قليلا. تصر على فهم أدق للأبعاد الرقمية كونها أكثر شمولا؛ فنسبة إلى أنها ليست مجرد طريقة تكنولوجية بل أيضاً محفز محتمل لمنح الفرص الجديدة والأسلوب المتنوع ضمن مسار التنوير العام. وبالتالي، فهي تعتزم توجيه الانتباه نحو ضرورة توحيد الجوانب التقليدية والحلول الإلكترونية فالاعتراف الصريح بقيمة الأخيرة سيكون نقص كبير أمام الأجيال المقبلة بحسب قولها.
وفي النهاية، تلخص الرسائل المختلفة هنا قضية رئيسية وهي الجمع المثالي بين الثورة الرقمية وتحسين البنية الداخلية لأنظمتنا التعليمية كي نوفر بيئة تعلم صحية وعصرية مناسبة لجميع طلاب عصر المعلومات الحالي.