- صاحب المنشور: منير التواتي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدنا تحولا ملحوظا نحو استخدام الطاقة المتجددة كبديل للوقود الأحفوري التقليدي. هذا التحول مدفوع بعدم استدامة الوقود الأحفوري وتأثيراته البيئية الخطيرة، بالإضافة إلى الحاجة إلى تقليل الاعتماد على الدول المصدرة لهذه الأنواع من الوقود. لكن رغم الفوائد الواضحة للطاقة المتجددة، هناك العديد من التحديات التي يجب مواجهتها لجعلها خيار الطاقة الأول عالميا.
التحدي الأول: تكلفة الاستثمار الأولية
إحدى أكبر العوائق أمام انتشار الطاقة المتجددة هي التكلفة المرتفعة للاستثمار الأولي. بناء محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية يتطلب استثمارات كبيرة قبل أن تبدأ في توليد الدخل. هذه التكاليف غالبا ما تكون خارج نطاق الشركات الصغيرة والمستثمرين الأفراد، مما يجعل الوصول إلى تكنولوجيا الطاقة المتجددة محدودا. الحل هنا يكمن في تشجيع الحكومات والشركات الكبيرة على الاستثمار في البنية التحتية للطاقة المتجددة، وكذلك تقديم حوافز ضريبية للمستثمرين الصغار لتحفيزهم على دخول السوق.
التحدي الثاني: عدم الاتساق والاعتماد على الظروف الجوية
الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تعتمد بشكل كبير على الظروف الطبيعية. الشمس لا تشرق دائما، ولا تهب الرياح باستمرار بنفس القوة. هذا يعني أنه قد لا يكون بالإمكان الاعتماد عليها لتلبية الطلب المستمر على الكهرباء. لحل هذه المشكلة، يمكن تطوير شبكات تخزين واسعة للنظام يمكنها حفظ الزائد من الإنتاج خلال الأيام المشمسة أو الهواء الرطب لاستخدامه عندما يكون الطلب أعلى والأحوال الجوية أقل ملاءمة. كما يمكن أيضا النظر في دمج أنواع مختلفة من مصادر الطاقة المتجددة للتخفيف من التأثيرات الموسمية والعوامل الأخرى التي تؤثر على كل مصدر منها بشكل فردي.
التحدي الثالث: نقص البنية التحتية والتكنولوجيا الناضجة
تتطلب معظم مشاريع الطاقة المتجددة تركيب وبناء بنى تحتية جديدة مثل خطوط نقل الكهرباء الجديدة ومرافق تخزين كبيرة وكابلات نقل طويلة المدى وغيرها الكثير. بدون وجود البنية الأساسية المناسبة، تصبح القدرة على نشر واستخدام الطاقة المتجددة تحدياً. التعامل مع ذلك يستوجب زيادة الاستثمار في البحث والتطوير لإيجاد حلول أكثر فعالية لكفاءة الشبكة اللاسلكية وأنظمة التشغيل الذكية والتي ستمكن من إدارة وتحسين تدفق الطاقة عبر الشبكة باختلاف درجات الضغط المختلفة.
التحدي الرابع: مقاومة المجتمع المحلي
غالباً ما تواجه مشاريع الطاقة المتجددة اعتراضات مجتمعية بسبب مخاوف بشأن الآثار الجمالية والصحة العامة والنظم البيئية المحلية. وللتعامل مع هذه المخاوف ينصح بمشاركة مجتمعية نشطة منذ البداية وانتقاء مواقع مناسبة بعناية قدر الإمكان وإجراء دراسات بيئية شاملة لكل مشروع جديد وفق المعايير العلمية الحديثة حتى يتم تحقيق الموازن بين الحفاظ علي البيئة وصالح السكان المحليين بجوار المنشأة وفي نفس الوقت تحقيق هدف الاستدامة العالمي بتوفير موارد طاقوية نظيفة وآمنة لدعم نمو الاقتصاد الوطني وتعزيز فرص العمل فيه.