- صاحب المنشور: حليمة بن منصور
ملخص النقاش:
### تحويل التكنولوجيا إلى لغات محلية: تحديات الفرصة والتنمية المستدامة
في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتعددة نحو تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، يبرز دور تكنولوجيا المعلومات كعامل رئيسي. ومع ذلك، فإن الفجوة الرقمية بين البلدان المتقدمة والأقل نموا تبقى مشكلة حاسمة. هذا المقال يستكشف العوائق والتحديات المرتبطة بتكييف واستخدام التقنيات الحديثة بطريقة تعزز الإدماج الاجتماعي والاقتصادي في المجتمعات الناطقة باللغات المحلية.
الفجوة اللغوية الرقمية
اللغة هي البوابة الرئيسية للتواصل والفهم الثقافي. بالنسبة للمجتمعات التي تعتمد على لغات غير شائعة أو محلية، يمكن أن تكون هذه اللغة عائقاً أمام الوصول إلى المحتوى الإلكتروني والموارد التعليمية والبرامج الحكومية وغيرها من خدمات الإنترنت الأساسية. بحسب تقرير اليونسكو الأخير حول "مستقبل اللغات"، هناك أكثر من نصف سكان العالم يتحدثون لغة ليست اللغة الأكثر استخدامًا عبر الإنترنت؛ مما يؤدي إلى فجوة رقمية كبيرة قد تزيد من تفاقم عدم المساواة الحالية.
تحديات الترجمة الآلية
على الرغم من تقدم الذكاء الاصطناعي والخوارزميات المعقدة، إلا أن ترجمة الآلة ليست دائماً دقيقه ومفهومة تماماً، خاصة مع التعبيرات المجازية والعبارات العامية والمفردات الخاصة بكل ثقافة ولغة. هذا الاختلال في الدقة يشكل خطراً خاصاً عندما يتعلق الأمر بمواقع التواصل الاجتماعي حيث يمكن سوء فهم الرسائل ويمكن تشويه العلاقات الشخصية أو حتى القضايا القانونية. بالإضافة لذلك، تحتاج بعض الجوانب المعرفية مثل الأدب والشعر والنثر الروائي إلى قدر أعلى بكثير من المهارة والمعرفة البشرية لإتقانها بشكل صحيح أثناء عملية التحويل.
الاستثمار اللازم لتطوير البرمجيات المحلية
لتعزيز القدرة الرقمية لهذه المجتمعات، سيكون هنالك حاجة ملحة للاستثمارات الكبيرة في تطوير البرامج ذات التصميم الخاص بهم والتي تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات اللغوية والثقافية المحلية. سواء كان ذلك يعني بناء قواعد بيانات لغوية جديدة تدعم تلك اللغات أم إنشاء أدوات برمجية مصممة خصيصاً لتحسين تجربة المستخدم، فالاستثمار هنا ضروري للغاية. كما أنه يجب تقديم التدريب المناسب لفريق البرمجة داخل كل بلد لاستيعاب متطلباته المحددة وضمان نجاح المشروع على المدى الطويل.
النهج الصحيح: الشراكات الدولية والإرشاد
إتمام مثل هذه المهمة الضخمة عمليًا لن يحدث بدون التعاون الدولي والدعم. ومن خلال إقامة شبكة عالمية تضم الشركات الرائدة وشركات البحث الأكاديميين والحكومات الوطنية نفسها، يمكن وضع استراتيجيات فعالة لدعم وتوجيه جهود التحول الرقمي المحلية بشكل أفضل. علاوة على ذلك، قد يساعد برنامج ميداني شامل للإعداد الداخلي للموظفين أيضًا في ضمان انتقال ناجح وأكثر قابلية للإدارة نحو مجتمع رقمي شامل ومتكامل اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافياً أيضاً.
وفي النهاية، بينما نسعى جاهدين لبناء مستقبل مستدام لنا جميعًا، ينبغي أن نتذكر بأن الطريق الوحيد القابل للحياة هو طريق يضمن الحقوق الأساسية لكل شعب و文化,لا فرق بين غني وفقير ولا دخيل ولا أصيل... ولكل له حق الحياة والكرامة الإنسانية التي يحفظ لها حقوق الإنسان العالميّة ويتيح لها فرصة عيش حياة كريمة وخالية من أي شكل من أشكال الحرمان والاستبعاد الظلميّ لأسباب عديدة منها ولكن ليس بسبب الجانب اللغوي فقط بل أيضًا لأنه جزء مهم جدًا مِن هويتهم وقدرتهم علي مواصلة مسيرة التاريخ والتراث الحضاري الغالي عليهم وعلى شعوب الأرض جمعاء!