- صاحب المنشور: حميدة الفهري
ملخص النقاش:
وفي ظلّ الثورة الرقمية المضطردة، يبرز التحدي الكبير أمام مجتمعاتنا وهو تحقيق توازن متين بين اغتنام الفرصة للاستفادة من التقنيات المتطورة وبين حماية تراثنا الثقافي الغني. يتضح ذلك واضحًا فيما إذا كانت المدارس, وسائل الإعلام الاجتماعية, حتى الروتين اليومي, حيث يُعتبر العالم الإلكتروني الآن جزء لا يتجزأ من وجودنا. ويتجلَّى ذلك في عدة نقاط رئيسية كما يلي:
1.الإضاءة المعرفية: يلعب العلم والمعارف الرقمية دوراً محورياً في فهم عالمنا الحديث. ويقع على عاتقنا مسؤولية تأمين اندماج تلك المعرفة بطريقة تُعزز فهماً أعمق لتاريخنا وثقافتنا.
2.الوسائل الرقمية كتوكيل للخزين: تعد المنصات الإلكترونية ليست فقط مناطق للتواصل الحديثة; بل هي أيضاُ محاريب حفظ لرواياتنا وفنوننا وممارساتنا الثقافية. هذه الوسائط الحديثة قادرةٌ على ضمان بقاء جذورنا بين الأجيال المقبلة.
3.التقاطعة بين واقع ورقمية: بينما نتابع تغييرات تكنولوجيا المعلومات, يجب علينا الحرص على عدم فقدان الرابط الضروري بمآثر الماضي. سرد القصص الشعبية والأعمال الفنية المحلية وغيرها الكثير والتي انتقلت عبر العقود الطويلة تتطلب مواصلة الانتشار والسعي للوصول الى جمهور حديث.
4.الدور الواسع للتحكم: ورغم حمل مؤسسات التربية جانبًا كبيرًا من عبء تحقيق هذا التوازن, لكن لا يجوز لنا الاعتماد عليها وحدها. فالواجبات تقع أيضاً على عاتق الحكومة, الأعمال التجارية والعائلات وغيرها لمراكمت مساعدتهم لأطفال التعلم المهارات اللازمة الحياة الرقمية دون تدنيس شخصياتهم الثقافية.
كل شيء يعتمد أساساً على المراقبة المستمرة للتطور المستقبلي لتقنية المعلومات برؤية ناقدّة وعقلانية . نحن لسنا ملزمين باتخاذ قرار مفروض؛ إذ بالإمكان بلوغ مستوى عالٍ للإبداع والابداعات ولازال التزام ثابت بأصول ثروتنا الثقافية قائمًا. يجب استخدام كل هذ الأدوات بكيفية تؤدي إلى بناء جسور قوي بين الثقافات المختلفة وتشجيع ايجابياتهما المشتركة وليس فرض قوانيين جامدة لتحويل حياة البشر وخلق جو من الصراع والتفوق الفكري البليد الذي يدفع البعض الى البحث عن وسائل عدائية بهدف فرض عقائد مغلوطة وغالبًا ماتكون مضرة بالحاضر والمستقبل بغض النظرعن نوع الجهة المالكة لها .