- صاحب المنشور: علا البركاني
ملخص النقاش:
### التغير المناخي وتأثيراته على الأمن الغذائي العالمي: دراسة تحليلية
يواجه العالم تحديات متزايدة بسبب التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على إنتاج الغذاء وأمننا الغذائي. يهدف هذا المقال إلى استكشاف العلاقة بين هذه الظاهرة الكونية والأزمة المتنامية للأمن الغذائي عالمياً.
وفقا لتقرير حكومي دولي صدر عام 2021، يتوقع الخبراء حدوث تغيرات جذرية في الزراعة العالمية خلال العقود القادمة نتيجة للتغير المناخي. فقد يؤدي ارتفاع درجات الحرارة الجوية وبناءً عليه تغير أنماط هطول الأمطار إلى تقلبات شديدة فيما يتعلق بتوفر المياه اللازمة للزراعة، مما قد يؤدي إلى انخفاض المحاصيل وانعدام الأمن الغذائي خاصة بالنسبة لدول الجنوب الفقيرة والمجتمعات الريفية المعرضة بالفعل لأوجه ضعف غذائية. بالإضافة لذلك، فإن تزايد حالات الجفاف والفيضانات سيؤثران بلا شك على قدرة العديد من المناطق حول العالم على زراعة محاصيلها التقليدية مثل الشوفان والقمح والذرة الصفراء والتوت البري.
إن الأسباب الرئيسية لهذه الآثار الضارة واضحة؛ فزيادة كميات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تساهم في الاحتباس الحراري الذي يعمل كتسخين كوكبي يدفع بعملية ذوبان الجليد الشمالي والدوري الجنوبي بسرعة غير مسبوقة. ويتسبب ذلك في ظهور ظروف جديدة للعيش ليس فقط لدى الحيوانات والنباتات بل أيضًا للإنسانية نفسها حيث تصبح الطبيعة أكثر شراسة مما كانت عليه قبل عقود قليلة مضت.
ومن ناحية أخرى، تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أنه حتى لو تمكنت البلدان الصناعية عبر جهود خفض الانبعاثات من تحقيق هدف الحد من درجة الحرارة عند +1,5ْC فوق معدلات القرن الثامن عشر كما نص اتفاق باريس، ستظل هناك آثار كارثية محتملة بسبب التأخر التاريخي في اتخاذ إجراءات فعالة ضد الانحباس الحراري العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي ظل غياب تدخل بشري ملحوظ لحماية بيئتنا، يمكننا التنبؤ بازدياد عدم الاستقرار البيئي وتحوله إلى خطر وجودي يشكل تهديدا خطيرا للمستقبل الزراعي العالمي والإنتاج الغذائي المستدام له والذي يعد أساسا ضروريا لتحقيق رفاه الإنسان وصيانته على مستوى العالم بأجمعه.
وعليه، يستوجب التعامل مع مشكلة المناخ باعتبارها قضية ذات أهميتها القصوى للحفاظ على نظام غذاء مستقر قادرٌ علي تزويد سكان الأرض المتزايد عددهم بالغذاء الوفير والصحي والبقاء في حالة صحية جيّدة. وبالتالي، ينصب التركيز حالِيّا علي إيجاد حلول مبتكرة لمعالجة الاثار الناجمة عن حدث طبي خطير يتطلب عملا دبلوماسيا وجماعيا عاجلاً لمنع تفاقمه وضمان بقاء مجتمع البشرية قائماً.