• صاحب المنشور: سلمى الصديقي
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولا هائلا نحو استبدال الوقود الأحفوري التقليدي بأنظمة طاقة متجددة أكثر صداقة للبيئة. يأتي هذا التحول وسط مخاوف تتعلق بتغير المناخ وتأثيره على الكوكب والمجتمع البشري، بالإضافة إلى الجهود العالمية لضمان الأمن الطاقي وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة. تعد الطاقة الشمسية واحدة من هذه البدائل الواعدة لما تتمتع به من موارد واسعة ومتاحة عالميا. لكن رغم الفوائد العديدة لهذه التقنية، هناك عدة تحديات تعترض طريق اعتمادها الشامل.

تعتبر القدرة على توفير مصدر ثابت وموثوق لتوليد الكهرباء أحد أهم تلك التحديات. فعلى الرغم من تقدم تقنيات تخزين الطاقة مثل بطاريات الليثيوم أيون، إلا أنها حالياً باهظة الثمن نسبياً مقارنة بالنظم الأخرى القائمة على الفحم أو النفط أو الغاز الطبيعي. كما يعتمد إنتاج الطاقة الشمسية بشدة على الظروف الجوية؛ حيث يمكن للأحوال الجوية غير الملائمة أن تؤثر بصورة كبيرة على كمية الضوء الشمسي المتوفر، وبالتالي مستوى الإنتاج اليومي. وللتغلب على هذه المشكلة، قد تحتاج العديد من البلدان لاستخدام توليد كهربائي هجين يقوم بمزج بين مصادر مختلفة للتكنولوجيا الخضراء واستمرار التشغيل باستخدام مصادر أخرى أقل خضرة خلال فترات الركود البيئي.

بالإضافة لذلك، تشكل تكلفة بناء وصيانة الألواح الشمسية حاجزا أمام الاستثمار الواسع خارج المناطق ذات مستويات الضوء العالية والأراضي الرخيصة. بينما تمثل تصنيع رقائق السيليكون المستخدمة في خلايا الطاقة الشمسية جزءاً كبيراً من تكلفتها الأولية، مما يعيق انتشار صناعة متنوّعة وشركات منافسة قادرَةٍ على تأمين حلول شمسية مبتكرة وعالية الكفاءة وبأسعار معقولة. إحدى الحلول المحتملة هي تطوير أفلام رقيقة عالية الكفاءة مصممة خصيصًا للاستخدام التجاري والسكني والذي يتيح تركيبها مباشرة فوق الأسطح بدون الحاجة لموقع كبير خاص بها - وهذا الأمر ليس فقط سيقلل من التركيز السابق الكبير الذي كان يتم وضعه عادة علي مساحات الأرض اللازمة لإقامة محطات ضخمة ولكن أيضًا سوف يساهم بحلول أخري فعالة اقتصادياً للمناطق العمرانية المكتظة بالبناء والتي ليست لديهم أماكن مفتوحة مناسبة لبناء مشاريع عملاقة خاصة بهم .

على الجانب الآخر ، فإن فوائد استخدام الطاقة المتجددة واضحة للغاية وهي توفر فرص حقيقية لتحقيق نمو الاقتصاد الأخضر والتوسع فيه . تسمح تكنولوجيا الطاقة الشمسية بإمكانية خلق وظائف جديدة سواء كانت مرتبطة بتشييد المحطات الكهروضوئية أو الصيانة والإدارة الخاصة بنظام تزويد الشبكة العامة بالكهرباء أيضا ولذا فهذه السياسات والدعم الحكومي المؤكد سيكون له دور فعال في دفع عجلة الاعتماد العالمي عليها بلا شك ذلك لأن بعض الدول تقوم بالفعل باتخاذ خطوات جريئة نحو جعل هدف الحياد الكربوني واقع محتمل عبر سن قوانين ومنظومات محفزة لجذب المزيد من الاستثمارات التجارية وكذلك الذهاب بعيدا في مجال التعليم العام حول كيفية المساهمة ولو بالقليل لتحسين وضع بيئتهم المحلية من أجل التأكيد مجددا بأهميتها القصوى لكل فرد .

وفي نهاية المطاف، يكمن سر نجاح الانتقال إلى طاقة شمسية نظيفة وقابلة للحياة بكيفية التعامل الذكي والموفق فيما بين كافة المصالح المعنية : بدأ من المؤسسات التمويلية التي تستطيع تقديم قروض ميسرة للفئات المنخفضة الدخل وغير القادرين ماليا حتى الآن لشراء ألواحها المنزلية مرورًا بالإجراءات السياسية النافذة لدعم انتاج المنتجات الوطنية ومن ثم التصرف العمالي ذو المهارات المرتفعة داخل السوق الداخلية والخارجية مبينا بذلك مدى جودة رد فعل البشر تجاه كل الأمور وحديث الباحثين العلميين بشأن طرق تفادي عيوب الانواع الموجودة أصلاً وابتكار نماذج تجارية تعتبر الأكثر رشاقة وكفاءة بالمستقبل البعيد القريب ...هذه جميعها علامات ايجابيه تدعم احتمال حدوث ثوره زراعيه جديده تضاهى توقعات الكثير ممن يؤمنون بقوة البحث المستمر