- صاحب المنشور: حسان القيرواني
ملخص النقاش:
مع ازدياد اعتماد العالم على التقنيات المتقدمة للذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف المجالات، تبرز تحديات كبيرة تتعلق بالأخلاقيات والخصوصية. هذا التحول الرقمي السريع الذي تشهده العديد من الصناعات مثل الرعاية الصحية، التعليم، الأمن القومي، والتجارة الإلكترونية يحمل معه فرصاً هائلة للإبداع والإنتاجية ولكن أيضاً يثير مخاوف بشأن الاستخدام غير المسؤول لهذا النوع من التكنولوجيا.
**الأبعاد الأخلاقية لـ AI**
في قلب هذه المناقشة يوجد عدد من المواضيع الحيوية التي تحتاج إلى معالجة عاجلة:
- خصوصية البيانات: جمع وتخزين واستخدام كميات ضخمة من بيانات الأفراد يتطلب نظامًا قويًا لحماية الخصوصية. كيف يمكننا التأكد من عدم تسرب المعلومات الشخصية أو الاستغلال الخاطئ لها؟
- التحيّز العِرْقي والجنساني: قد يؤثر تحيز البيانات المدربة عليها الأنظمة على نتائجها بطرق غير متوقعة وغير مقبولة أخلاقيًا. مثلاً، إذا كانت قاعدة البيانات المستخدمة لتدريب خوارزميات التعلم الآلي تحتوي على تواجد أكبر للأفراد البيض ذوي الجنس الذكري، فقد تعطي تلك النماذg قدرات تمييز أقل دقة لأعراق أخرى وجنسان مختلفة عند تقديم نفس المعلومات عنها.
- الإدارة الذاتية والاستقلال العملياتي: بينما تصبح الروبوتات أكثر كفاءة وإتقانا لوظائفها اليومية، سيكون هناك نقاش حول مدى استقلاليتها وكيف ستتعامل مع الظروف الغير اعتيادية خارج نطاق برمجتها الأساسي - سواء كان ذلك داخل مصنع آلي أو روبوت طبي يستخدم في حالات طبية حرجة حيث القرارات البشرية ليست مطلوبة فورا.
- العلاقات الإنسانية والمهن: مع توفر تكنولوجيات جديدة قادرة على أداء العديد من الوظائف بكفاءة عالية، سيظهر تساؤلات حول مستقبل العمل البشري ومكانته وسط كل هذه التغيرات. كما ستحتاج المجتمعات لإعادة النظر بمفهوم "عمل" وتعريف ماهو عمل حقيقي وبالتالي حقوق العمال المرتبط بها بحسب نوع المهارات اللازمة لكل مرحلة زمنيه .
- تأثيرات اجتماعية واقتصادية واسعة: تأثير الذكاء الاصطناعي ليس محصورا ضمن حدود قطاع خاص واحد بل له انعكاساته الواسعه علي كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مما يعني ضرورة وجود جهد مشترك لتحديد أفضل طرق إدارة هذه الثورة الرقمية وضمان تحقيق أقصى استفادة منها بأقل تكلفة ممكنة بشرية واجتماعية وقانونيا أيضا.
**الخاتمة: نحو خطوط توجيه واضحة وأخلاق موثوق بها**
إن فهم المشكلات الحقيقية المطروحة أمام تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي واتخاذ قرارات مدروسة بناء عليه يساعد مجتمع الأعمال والعالم الأكاديمي والحكومات والدول على وضع سياساتها الخاصة بتطبيق وصيانة نماذج التعلم العميق بما يعكس اهتمامها بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان بالإضافة للمصلحه الوطنية العامة قبل المصالح الفردية قصيرة الامد للشركات الخاصة المستثمرة فيه حالياً. بالتالي يشكل دور الحكومات الآن ضروريا للغاية لإيجاد قوانين تنظيم جديد تلبي متطلبات القرن الحادي والعشرين وتضمن العدالة والأمان والمساواة الجميع تحت مظلتها القانونيه الحديثة لهذه الحقبة التاريخية الجديدة حديث القدم والتي لم تمر إلا منذ عقد واحد فقط منذ ظهور شبكات التواصل الاجتماعي العالمية عبر الانترنت باتصال عالمي مفتوحة المصدر عام ٢٠٠٥م وما بعدها مباشرة حتى وقت كتابة هذة الفقرة الأخيرة بتاريخ سنة ٢٠٢١ ميلادية الحالية ليومنا هذا الفنار المعاصر!