- صاحب المنشور: وليد الزناتي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، برزت أزمة المناخ كواحدة من أكبر التحديات التي تواجه الكوكب. يُشير مصطلح "التغير البيئي" إلى التغيير التدريجي والمستمر في الظروف الطبيعية للأرض نتيجة مجموعة متنوعة من العوامل، ولكن مع التركيز الكبير على الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري والإفراط في استغلال الموارد الطبيعية. هذا التحول له آثار بعيدة المدى تتضمن ارتفاع درجات الحرارة العالمي، تغييرات غير مسبوقة في الطقس، ذوبان القمم الجليدية القطبية، وفقدان التنوع الحيوي.
تأثير هذه الأزمة
- ارتفاع مستوى سطح البحر: يؤدي الذوبان التدريجي للقمم الجليدية الشمالية والجنوبية إلى زيادة مستويات المياه في البحار والمحيطات. وقد أدى ذلك بالفعل إلى الفيضانات الشديدة والاستيطان الدائم لملايين الدولارات من الأراضي الساحلية حول العالم.
- الأحداث الجوية المتطرفة: شهدنا خلال العقود القليلة الماضية العديد من أحداث الطقس القصوى - الأعاصير الأكثر فتكا، موجات الحر والجفاف الشديد، والأمطار الغزيرة التي تسببت بكوارث طبيعية واسعة النطاق وألحقت خسائر مادية وبشرية فادحة.
- تأثيرات الصحة العامة: يمكن أن يتسبب التغير المناخي أيضا في تفشي الأمراض المنقولة بالنواقل مثل الملاريا والحمى الصفراء والتيفوئيد بسبب تغيرات نمو البعوض والقوارض الناقلة لهذه الأمراض تحت ظروف حرارية جديدة وغير تقليدية.
- التهديد بتدمير النظام الغذائي العالمي: قد يساهم التغير المناخي بنقص المحاصيل الزراعية الرئيسية وانعدام الأمن الغذائي الذي سيؤثر مباشرة علي الفقراء والمعوزين الذين يعتمد اقتصادهم بالدرجة الأولى علي زراعة محاصيل بسيطة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
جهود التعامل مع أزمة المناخ وتجديد الحياة البرية:
مع إدراك خطورة الوضع الحالي، قام المجتمع الدولي باتخاذ عدة إجراءات لمعالجة قضية تغير المناخ. ومن أهم هذه الخطوط العمل التالية:
* الاتفاقات الدولية: توقيع اتفاق باريس عام ٢٠١٥ والذي يدعو البلدان للمشاركة الفاعلة في الحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري والتكيف مع الآثار الضارة للتغييرات المناخية. يعد الاتفاق الأول عالمياً للحفاظ على درجة حرارة الأرض دون الـ٢°C فوق معدلاتها قبل الثورة الصناعية إذا كان بالإمكان تجنب الوصول لهذا المستوى الضروري لأسباب علمية واضحة وصحيحة.
على الرغم مما سبق أعلاه فإن هناك الكثير مما ينبغي القيام به لتحقيق نتائج فعالة وملموسة حيث تشهد بعض البلدان تقدماً هائلاً بينما تبقى دول أخرى متراجعة ولم تبد أي بادرة جدّية نحو تحقيق هدف خفض الانبعاثات وفق المعايير المعلنة سابقا. لذلك تستوجب الأمر بذل مزيدٍ من الجهود المشتركة بين جميع الحكومات والشركات الخاصة بالإضافة للمنظمات الاجتماعية غير الربحية للعمل سوياً وجني ثمار تدابير عملية ناجعة لحماية بيئتنا وحياة سكانها.