عنوان المقال: "التوازن الصحي بين العمل والحياة الأسريّة"

التعليقات · 0 مشاهدات

في عالم يشهد تنافساً شديداً على المستوى المهني، أصبح التوازن بين الحياة العملية والمسؤوليات العائلية تحدياً كبيراً يواجه العديد من الأفراد. هذا الت

  • صاحب المنشور: عامر بن سليمان

    ملخص النقاش:

    في عالم يشهد تنافساً شديداً على المستوى المهني، أصبح التوازن بين الحياة العملية والمسؤوليات العائلية تحدياً كبيراً يواجه العديد من الأفراد. هذا التحدي ليس مجرد مسألة تنظيم الوقت فحسب، بل يتعلق أيضاً بالرغبة في توفير بيئة صحية ومستدامة للعائلة وفي نفس الوقت تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية. إحدى الدراسات الحديثة تشير إلى أن حوالي ثلثي القوى العاملة العالمية يعانون من حالة عدم الرضا بسبب نقص التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية.

الأسباب الكامنة خلف هذه المشكلة

تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى اختلال توازن العمل والحياة الأسريّة. قد يكون السبب الرئيسي هو الطابع غير المنتظم للأعمال في بعض القطاعات حيث تتطلب ساعات عمل طويلة أو دوام متواصل لمواكبة الضغط المتزايد في السوق. بالإضافة إلى ذلك، فإن الرغبة الشديدة في النجاح غالباً ما تدفع الأشخاص للانغماس الزائد في عملهم مما يؤثر سلبًا على وقت الفراغ وقضاء اللحظات مع العائلة والأصدقاء. كما يمكن اعتبار الثقافة المؤسسية التي تعطي الأولوية للعمل بشكل مطلق أحد الأسباب الرئيسية لهذا الخلل.

تأثيره على الصحة النفسية والجسدية

عندما يتم اختزال حياة الإنسان إلى جانب واحد فقط وهو الجانب العملي، يمكن أن يحدث ضرر كبير سواء كان ذلك بصورة مباشرة أم غير مباشرة. من الناحية الجسمانية، قد يؤدي الإرهاق والتعب الدائم نتيجة لساعات العمل الطويلة إلى مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وغيرها من الأمراض المرتبطة بالإجهاد. أما بالنسبة للحالة الذهنية والنفسية، فقد يتطور الأمر نحو الاكتئاب واضطراب الثقة بالنفس وضعف العلاقات الاجتماعية وما إلى ذلك.

الحلول المقترحة لتحقيق هذا التوازن

لتحقيق توازن فعال بين العمل والعائلة، هناك عدة خطوات عملية يجب اتباعها. بداية، ينبغي تحديد الحدود الواضحة لأوقات الراحة والاسترخاء والتي تعتبر جزءا أساسيا من الروتين اليومي. كذلك، يستطيع المرء الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتقليل عبء الأعمال المنزلية وتسهيل التواصل خارج مكان العمل أثناء فترة الحظر المفروض حاليًا نتيجة جائحة كورونا العالمية.

ثانيا، يشجع البحث العلمي أيضًا الأفراد الذين يعملون بدوام كامل على محاولة تقسيم أعمالهم خلال أيام الأسبوع حتى يحصل كل فرد داخل العائلة على اهتمام خاص ومتبادَل. أخيرا وليس آخرا، تقديم دعم مؤسسي أكبر واحترام حقوق الموظفين بحصولهم على فترات راحة منتظمة وإجازات سنوية مدفوعة الأجر تعد حلولا رئيسية أيضا لحماية حقوق الجميع وتحسين نوعية الحياة العامة.

التعليقات