- صاحب المنشور: غنى بن معمر
ملخص النقاش:
في عصر الثورة التكنولوجية اليوم، أصبح التحول الرقمي حقيقة لا مفر منها في جميع جوانب الحياة، ولا شك أن القطاع التعليمي يواجه أعظم تحدٍّ وأكبر فرصة. يتطلع العالم العربي بقوة إلى تبني الوسائل الحديثة لتوفير تعليم أكثر فعالية وكفاءة. ولكن هذا الانتقال ليس مجرد عملية تقنية بسيطة؛ فهو ينطوي على معالجة العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المعقدة.
الفرص التي توفرها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتعليم العربي:
- توسيع نطاق الوصول: يمكن للتكنولوجيا الرقمية تحسين فرص الوصول إلى التعليم، خاصة للأطفال والمراهقين الذين يعيشون في المناطق النائية أو الفقيرة أو غير المستقرّة عسكرياً. من خلال البرامج عبر الإنترنت والدروس الإلكترونية، يمكن توفير مواد دراسية عالية الجودة لعدد أكبر من الطلاب بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.
- تنوع التعلم الشخصي: تقدم الأنظمة الدراسية الالكترونية خيارات متنوعة تلبي الاحتياجات الفردية للطلاب مثل أحجام الكتب الإلكترونية وقدرتها على تتبع تقدّم الطالب وتقديم توصيات شخصية بناءً عليه مما يحثُّ الجميع نحو مستويات أعلى من الانخراط والإنجاز الأكاديمي.
- تحسين التدريس: أدوات الاتصال الحديثة تُمكن المدربين والمعلمين من التواصل بشكل أفضل مع طلابهم ومشاركة أفكار جديدة واستراتيجيات تدريب مبتكرة وفورية وبالتالي دعم فهم الطلاب وتعزيز مهارات حل المشكلات لديهم بالإضافة لتحليل البيانات للحصول على رؤى حول نوع المحتوى الذي يقضي الطلاب وقتًا طويلًا فيه وتمثيل ذلك بصريا باستخدام الرسومات البيانية وهو ما يساعد بتحديد نقاط القصور لدى كل طالب وإعادة توجيه جهوده لدعم نقاط قوته.
التحديات المرتبطة بالتحول الرقمي:
- عدم المساواة في الوصول: بينما تساهم التكنولوجيا الرقمية في توسيع شبكة انتشار التعليم فإن هناك فجوات كبيرة موجودة بالفعل بين تلك البلدان الغنية والفقيرة فيما يتعلق بإمكانية الحصول عليها وقد يستمر الوضع كذلك لأن تكلفة هذه الأساليب الجديدة قد تكون مرتفعة جدًا بالنسبة للدولة ذات الموارد المالية المحدودة وكذلك بعض الأفراد العاديين أيضًا فضلا عن اعتبارات أخرى متعلقة بعوامل اجتماعية وثقافية مجتمعية محلية مختلفة تمام الاختلاف والتي تؤثر أيضا بشدة على مدى استعداد الناس لإدخال هذه الأدوات الجديدة ضمن حياتهما اليومية.
- مهارات المعلمين: تعتمد نجاح عملية انتقال أي نظام تعليمي رقمي اعتماد شبه كامل على المهارات والمعرفة المتخصصة للمعلمين إذ عليهم مواصلة تطوير كفاياتهم الشخصية حتى يتمكنوا من استخدام هذه الآليات بطريقة فعالة وتحقيق الاستفادة القصوى منها ولذلك سيكون هنالك حاجة متزايدة للاستثمار بكثافة داخل قطاع التربية – سواء كانت مباشرة أم غير مباشرة - بهدف تزويد كوادر التعليم بالمعارف والأدوات اللازمة لمواءمتها لهذه التغيرات الهائلة الحادثة حاليًا وسيتطلب الأمر سنوات عديدة قبل بلوغ مرحلة اكتمال نقل الخبرة الواسع لنفس القدر المرجو لذلك يبقى الصبر مفتاح الحل!
- القيم الثقافية والدينية المفتوحة للتأثير: قد يؤدي الاعتماد الشديد على المواد الخارجة المصدر عبر الإنترنت لأسباب اقتصادية مثلاً لحالات احتقان وانتقاد لسلوكيات البعض تجاه احترام الهوية الدينية المحلية والقيم المجتمعية عموما حيث تصبح مواقع الشبكات الاجتماعية وغيرها من المنتجات رقمية مصدرَ معرفتهم الأول ومن ثم تأثيرات محتملة سلبيّة لاحقا إذا لم تتم مراقبة العملية بدقة وصرامة .
وفي النهاية فإن رحلة التعليم بمختلف أشكالها باتجاه عالم ذكي ومتطور هي بلا شك مهمة جماعية تستوجب مشاركة واسعة لكل عاشقي نهضة الوطن الأفذاذ وذلك لما له أثر مباشر علي حياة السكان وطرق تفكيرهم واستقرار بلادهم عامة فلا تضيعوها هباء بالحفاظ دائماً علی روح الاصالة والاستقلالية تحت شعار "العربية الأصل".