- صاحب المنشور: بديعة بن يعيش
ملخص النقاش:
في عالم يتزايد فيه الاهتمام بقضايا البيئة والتغير المناخي، أصبح دور الذكاء الاصطناعي محور نقاش حيوي. يمكن لهذه التقنية الحديثة أن تقدم حلاً شاملاً لمجموعة من التحديات البيئية من خلال تحسين كفاءة الطاقة، تقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الاستدامة الزراعية وغيرها.
التحسينات المحتملة للذكاء الاصطناعي في مجالات بيئية مختلفة:
**1. كفاءة الطاقة**:
يمكن لخوارزميات التعلم العميق التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مساعدة الشركات والمستهلكين على خفض استهلاكهم للطاقة وتحقيق توفير أكبر من حيث المال والبيئة. مثلاً، يمكن استخدام هذه الخوارزميات لتوقع الطلب على الكهرباء بناءً على الأنماط التاريخية والسلوك اليومي للمستخدمين، مما يسمح للشركات بتعديل إنتاجها وفقاً لذلك. هذا ليس فقط يقلل من الهدر ولكن أيضًا يخفف الضغط على الشبكات الحالية ويتجنب حاجة إنشاء بنى تحتية جديدة مكلفة وصعبة الصيانة.
**2. الزراعة المستدامة**:
تعتبر الزراعة أحد القطاعات الرئيسية المساهم في تغير المناخ بسبب انبعاث الغازات الدفيئة واستخدام المياه الجوفية غير المتجددة. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في تقديم حلول مبتكرة مثل الرصد الفضائي لقياس حالة المحاصيل ومراقبة الأمراض والحشرات. أيضاً، يُمكن تطوير نظام ري ذكي يستخدم بيانات الطقس في الوقت الحقيقي ليحدد كمية الماء اللازمة لكل نبات، وبالتالي تقليل هدر المياه وتعظيم الإنتاجية.
**3. إعادة تدوير النفايات**:
يتم حالياً جمع البيانات بكثافة حول أنواع النفايات وكيف يتم معالجتها وإعادة استخدامها. باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن تحليل تلك البيانات لتحديد أفضل طرق إعادة التدوير والاستغلال الأكثر فائدة لكل نوع من المواد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للجوال الروبوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي القيام بمهام خطرة أو متكررة تتعلق بإدارة النفايات، مثل الفرز اليدوي للنفايات القابلة لإعادة التدوير.
**4. مراقبة جودة الهواء**:
أجهزة الاستشعار المنتشرة عبر المدن وأنظمة رصد جودة الهواء يمكن برمجتها لتكون أكثر دقة وفعالية عندما تكون مدعومة بخوارزميات تعلم الآلة. ستوفر هذه المعلومات مفيدة لصانعي القرار الذين يعملون على خلق سياسات صحية صديقة للبيئة. كما يمكن تشغيل كاميرات ذات رؤية حرارية مرتبطة ببرنامج ذكاء اصطناعي لرصد تراكم الملوثات في المناطق المختلفة داخل المدينة واتخاذ الخطوات التصحيحية حسب اللزوم.
بالرغم من القدر الكبير من الاحتمالات الواعدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي لدعم جهود الحفاظ على البيئة، إلا أنه لا يخلو الأمر أيضا من بعض التحديات الأساسية والتي تحتاج لحلول مستقبلية منها:
* الأمان والشفافية: تعتبر خصوصية البيانات والخصوصية الإلكترونية أمرًا حساسًا للغاية عند مشاركة المعلومات الشخصية المرتبطة بالسلوك البشري والمكاني والعادات الغذائية وغيرها. يجب وضع قوانين وقواعد صارمة لحماية حقوق الأفراد وضمان عدم سوء استخدام هذه البيانات.
* التكاليف المالية الأولية: قد يتطلب تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للاستخدامات البيئية تكاليف كبيرة مقارنة بالممارسات التقليدية الأولية خاصة فيما يتعلق ببناء البنى التحتية اللازمة وجمع البيانات وإنشاء محركات خوارزميات المعالجة المركزية عالية القدرات الخاصة بالنماذج الرياضية الدقيقة المعتمدة عليها الخطط العملياتية طويلة المدى لهذا المجال الحيوي.
وفي نهاية المطاف فإن الجمع بين التكنولوجيا الذكية والتوجهات الاجتماعية والثقافية والإدارات الحكومية الرشيدة سيؤدي بلا شك إلى تحقيق تقدم كبير نحو مجتمع أخضر مستدام يدافع علنيا ويطبق عمليا دعائم الاقتصاد الأخضر الذي