- صاحب المنشور: رملة المقراني
ملخص النقاش:تواجه العديد من المجتمعات حول العالم تحولات كبيرة نتيجة للتقدم التكنولوجي المتسارع. هذه التحولات تتعدى مجرد الأجهزة المنزلية الذكية أو تطبيقات الهاتف المحمول؛ بل تمتد إلى سوق العمل نفسه. حيث تتقلص وظائف معينة بسبب الروبوتات والأتمتة بينما تظهر فرص عمل جديدة مرتبطة بالتطوير الرقمي والذكاء الصناعي وغيرها من المجالات المرتبطة بالتقنية. هذا الانتقال ليس سهلا دائما للأفراد الذين اعتادوا على مهن تقليدية قد تصبح غير ضرورية بعد فترة زمنية قصيرة نسبيا. يتطلب الأمر إعادة تأهيل وتوجيه المهارات لتلبية الاحتياجات الجديدة للسوق. بالإضافة لذلك، هناك مخاوف بشأن العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل لمزايا التطور التكنولوجي بين جميع فئات المجتمع.
على المستوى الاقتصادي، يمكننا رؤية كيف تؤدي الأتمتة إلى زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف للشركات الكبيرة والصغيرة على حد سواء. لكن ذلك يأتي غالبًا بتكلفة فقدان بعض الوظائف التقليدية التي كانت تعتمد عليها الكثير من العائلات كمصادر دخل رئيسية لها. يبدو أن الحل الأمثل يكمن في تعزيز التعليم والتدريب المستمر للموظفين الحاليين والسكان العاملة القادمة لتعزيز قدرتهم على التعامل مع البيئة العملية الجديدة والمستمرة التغير. وهذا يشمل أيضاً تطوير البرامج الحكومية والدعم المؤسساتي لتحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم للتكيف والاستمرار في المنافسة ضمن بيئة الأعمال الرقمية المتطورة باستمرار.
وفي الوقت الذي تشكل فيه الأتمتة تحدياً هائلاً لأصحاب الأعمال والحكومات والمجتمع الأكبر، فإنها توفر أيضا فرصة فريدة لإعادة تعريف طبيعة العمالة وكيف يتم تنظيمها. لن تكون كل الوظائف التي نعتبرها اليوم "تقليدية" مطلوبة بنفس الطريقة مرة أخرى. ولكن الفرص الجديدة ستظهر وستحتاج الى مواهب مختلفة ومتخصصة للقيام بها. إن تحقيق توازن صحيح بين استغلال الفوائد المحتملة لهذه الثورة التكنولوجية وبين إدارة آثارها الجانبية سيكون أمراً حاسماً بالنسبة لاستقرار مجتمعات وقوى عاملة مستقبلية.