- صاحب المنشور: عبد المحسن القفصي
ملخص النقاش:
تتزايد أهمية الذكاء الاصطناعي يوماً بعد يوم في حياتنا اليومية وأعمار الأعمال. رغم الفوائد الكبيرة التي يوفرها هذا المجال الجديد، إلا أنه يثير أيضاً العديد من القضايا الأخلاقية والتنظيمية الحرجة. إن استغلال البيانات الشخصية غير القانوني، المخاوف المتعلقة بالخصوصية، وعدم المساواة في الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي هي مجرد أمثلة قليلة على هذه التحديات المعقدة.
التأثيرات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي
- التأثيرات الاجتماعية: يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بطرق تعزز التحيز وتزيد من عدم المساواة. قد يؤدي خوارزميات التعلم الآلي ذات التدريب الضعيف أو المتحيز إلى نتائج تمييزية. مثلاً، قد تتسبب الخوارزميات المستخدمة في القرارات المصرفية بتقييم بعض الأفراد بناءً على بيانات متحيزة فيما يتعلق بالعمر الجنسي العِرقي وما شابه ذلك.
- استخدام البيانات الشخصية: مع تطور تكنولوجيا جمع واستخدام البيانات الشخصية، أصبح هناك حاجة ملحة لوضع سياسات وقوانين تضمن خصوصية الأفراد. ينبغي تنظيم كيفية الحصول على البيانات واستخدامها لمنع الاستغلال غير الشرعي للمعلومات الحساسة الخاصة بالمستخدمين.
- الأخلاقيات العملية: تشكل الروبوتات والقوى العاملة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحدياً أخلاقياً جديداً. كيف نضمن حقوق العمل لموظفي المستقبل الذين سيصبح جزء منهم روبوتا؟ وكيف سنضمن العدالة والتوزيع العادل للأرباح بين الروبوت والبشر عندما يعملان سويا في مشروع واحد؟
أهم تحديات التنظم القانوني
- القانون الدولي: بينما تسعى العديد من الدول لتطبيق قوانين محلية لحماية المواطنين من مخاطر الذكاء الاصطناعي، فإن ثمة حاجة ماسة لقواعد عالمية موحدة تحكم تطوير وانتشار التقنية عبر الحدود الوطنية. بدون مثل هكذا اتفاق دولي، ستكون هنالك فجوات كبيرة في تغطية الأمان والحماية.
- عمل الرقابة والمراقبة: كما هو حال الغالبية العظمى من القطاعات الصناعية الأخرى، يتطلب الأمر وجود آليات رقابية فعّالة للتأكد من الامتثال للقوانين والمعايير الدولية المتعلقة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا يعني تحديد الجهة الحكومية المسؤولة عن مراقبة الشركات الناشئة حول العالم والتي تعتمد بكثافة على تكنولوجيات ذكية جديدة كجزء أساسي لأعمالها التجارية الرئيسية.
- حقوق الملكية الفكرية: نفس الشيء ينطبق هنا عند الحديث عن ملكيتي الحقوق الفكرية المتعلقت بنماذج الذكاء الاصطناعي وخوارزميات البرمجيات التعليمية المستخدمة داخل تلك النماذج؛ إذ ستكون هناك ضرورة للحفاظ عليها ومنع الانتهاكات المحتملة لها مما يعيق قدرة المؤسسات الصغيرة والصغيرة جدًا على المنافسة بشكل عادل نتيجة لذلك الوضع الحالي المهيمنة فيه الشركات الكبرى ماليا وفكريًا.
وفي نهاية المطاف، يجب وضع خطوط واضحة ترسم حدود استخدام الذكاء الاصطناعي وتعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية بين جميع أصحاب المصلحة المؤثرين سواء كانوا حكوميين أو خاصيين حتى يتمكن البشر والعالم الرقمي بالتفاعل بسلاسة وبناء مستقبلهم المشترك وفقًا لما يحقق المنفعة العامة ويحفظ كرامتهم الإنسانية وفي الوقت نفسه يسهم بخدمتهم وتحقيق طموحاتهم الاقتصادية والثقافية المختلفة أيضًا.