- صاحب المنشور: صباح الزموري
ملخص النقاش:
مع الثورة الرقمية التي نعيشها اليوم، أصبح للتكنولوجيا تأثير كبير وملحوظ على حياتنا اليومية. هذا يشمل جوانب صحية عقلية حيث تقدم التقنيات الحديثة فرصًا جديدة لتحسين الرفاه النفسي وتوفير الدعم للصحة العقلية ولكن أيضًا قد تسبب تحديات غير متوقعة.
من الجانب الإيجابي، يمكن للتقنية أن توفر الوصول إلى موارد تعليمية وإرشادية ذات جودة عالية حول كيفية التعامل مع الضغوط النفسية وكيفية بناء المرونة الشخصية. المنصات عبر الإنترنت مثل "تلفزيون يوتيوب" ومواقع التواصل الاجتماعي تحتوي على العديد من المحتويات التعليمية والمؤثرة التي تستهدف دعم الصحة العقلية. كما أنها تسمح بإجراء جلسات استشارات نفسية افتراضية، مما يجعل المساعدة المتخصصة أكثر سهولة وأكثر توافراً حتى في المناطق النائية أو المحرومة.
بالإضافة إلى ذلك، الأدوات الرقمية تساعد الأشخاص الذين لديهم حالات طبية نفسية مزمنة بالحفاظ على روتين علاج منتظم ومنظم. هذه الأجهزة الذكية والأدوية الرقمية تعمل كوسيلة مراقبة ثابتة للصحة العقلية، وتساعد على تحديد أي تغييرات مبكرة في الحالة الصحية للأفراد المصابين باضطرابات نفسية معروفة.
ومع ذلك، هناك سلبيات مرتبطة باستخدام التكنولوجيا فيما يتعلق بالصحة العقلية أيضا. الأول هو الزيادة الكبيرة في وقت الشاشة الذي يؤدي غالبا الى انخفاض النشاط البدني وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد، وهو أمر ضروري للحفاظ على صحة جيدة وعقلية مستقرة. ثانيًا، وسائل الإعلام الاجتماعية قد تتسبب في شعور الأفراد بعدم كفاية الحياة مقارنة بأولئك الذين يظهرون حياة مثالية وهميّة عليها.
أخيرا وليس آخرا، خطر التنمر والتسلط الإلكتروني بات مشكلة شائعة تؤثر بشدة على الصحة العقلية خاصة لدى الشباب والشابات الصغار. جميع هذه العوامل مجتمعة تحتاج إلى دراسة وتحليل دقيق لكي يتم تطوير استراتيجيات فعالة لإدارة تأثيرات التكنولوجيا بطريقة تحمي وترفع مستوى الصحة العقلية للمستخدمين الحاليين والمستقبليين.
في نهاية المطاف، يبدو أنه من الواضح أنه رغم وجود كلتا الفوائد والعوائق المرتبطة بالتكنولوجيا وصحتنا النفسية، فإن القدرة على استخدام تلك أدوات بوعي وبإطار مدروس ستكون مفتاحا رئيسيا لاستخدام تكنولوجيتنا لصالح سلامتنا العقليّة بدون الانجراف نحو آثار جانبية ضارة محتملة لها.