- صاحب المنشور: كريم السهيلي
ملخص النقاش:في السنوات الأخيرة، شهد العالم زيادة كبيرة في حدّة الظواهر الجوية المتطرفة مثل الجفاف والحرائق والفيضانات والتي تُعتبر أدلة واضحة على تأثيرات تغير المناخ. هذه التأثيرات ليست مجرد تحولات طقسية محلية ولكنها لها عواقب بعيدة المدى تتعلق بالأمن الغذائي عالمياً. هذا المقال يركز على الدراسة الحالية للأثر الذي تسببه تغيرات المناخ على النظام الزراعي والأمن الغذائي في المملكة الأردنية الهاشمية كدراسة حالة.
تأثير التغير المناخي
الأردن بلد جاف أصلاً وقد تعرض لموجات حر وجفاف متعددة خلال العقد الماضي. بحلول عام ٢٠٥٠، يتوقع الخبراء ارتفاع درجات الحرارة بنسبة ١,٨° إلى ٣,٢° مئوية، مما سيؤدي إلى تقليل إنتاج المحاصيل الحيوية وانخفاض كميات المياه المتاحة للزراعة. بالإضافة لذلك، يُقدر أن مستوى البحر الأحمر سيرتفع بمعدل بين عشرين سنتيمترا وأربعة وأربعين سنتيمترا بحلول نفس الفترة الزمنية.
الآثار على النظام الزراعي
يعتمد أغلبية سكان الأردن حاليا على زراعة القمح والشعير والبقول والخضروات التي تعتبر جزءًا أساسيا من غذاء المواطنين. مع انخفاض هطول الأمطار وتزايد درجة حرارة الأرض، ستصبح الزراعة أكثر تحديًا وصعوبة خاصة بالنسبة للمزارعين الذين ليس لديهم إمكانية الوصول للتكنولوجيا الحديثة أو غير قادرين مالياً على استخدام الري الحديث والمكلف. كما تشكل الفيضانات الناجمة عن ظاهرة "الإلنينو" تهديدا بصورة مباشرة لقطاع الزراعة حيث يمكن أن تدمر المحاصيل قبل نضجها تماماً.
الحلول المقترحة
لتفادي الكارثة المحتملة وتحقيق الاستدامة الغذائية، هناك حاجة ملحة لتطوير استراتيجيات فعالة للتكيف مع آثار تغير المناخ. من ضمن الحلول المحتملة: تحسين نظم الري والاستثمار في تكنولوجيات جديدة للحصاد المائي، تطبيق البرامج التدريبية والتوعوية حول إدارة موارد المياه واستخدام التقنيات البيئية المستدامة في القطاع الزراعيّ. أيضا ، تعزيز البحث العلمي لفهم أفضل لكيفية تأثير تغيرات الطقس على المنتجات النباتية المختلفة وكيف يمكن تطوير أنواع مقاومة للجفاف وغيرها من الضغوطات البيئية.*
هذه مقالة قصيرة نسبيًا تغطي الموضوع الأساسي وهو ارتباط تغير المناخ بالأمن الغذائي باستخدام الحالة الخاصة بأحد الدول العربية -الأردن-. تستعرض الآثار الفورية لهذا الارتباط بالإضافة إلى اقتراح بعض حلول ممكنة لعكس اتجاه الوضع الحالي نحو مستقبل مستقر غذائياً بيئياً.
