- صاحب المنشور: السعدي بن القاضي
ملخص النقاش:التقدم التكنولوجي المتسارع، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، يثير العديد من الأسئلة حول مستقبل سوق العمل العالمي. ففي حين يُعتبر الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكنها تعزيز الكفاءة والإنتاجية في العديد من الصناعات، إلا أنه يشكل أيضاً تهديداً جدياً لبعض الوظائف التقليدية. وفقا لدراسة أجرتها شركة ماكينزي العالمية الاستشارية، فإن حوالي 30% من الأنشطة التي يقوم بها العاملون اليوم يمكن أن تتحول إلى آلية مع تحسين تقنيات الروبوت والتدخل البشري الآلي بحلول عام 2030.
من بين القطاعات الأكثر عرضة للتغيير الكبير هي الخدمات المالية والصحة والمبيعات بالتجزئة. حيث بدأ البنوك باستخدام البوتات الدردشة لتقديم خدمة عملاء أفضل وأكثر كفاءة. بينما تتجه المستشفيات نحو استخدام الجراحين ذوي الذكاء الاصطناعي لأمراض القلب وغيرها من العمليات المعقدة. حتى الشركات مثل أمازون وجوجل تستعين بكلاب التسوق الأوتوماتيكية وتجار التجزئة عبر الإنترنت المدعومة بالذكاء الاصطناعي لإدارة الطلب الهائل للعملاء.
كيف ستتأثر الوظائف؟
إن التأثيرات لن تكون موحدة عبر جميع المجالات أو البلدان. بعض الدول ذات الاقتصاد القائم على اليد العاملة قد تشهد فقدان أكبر للأعمال بسبب اعتمادها الثقيل على هذه الوظائف. ولكن في الوقت نفسه، سيخلق هذا التحول مجموعة جديدة من الوظائف المرتبطة بتطوير وصيانة وصقل أنظمة الذكاء الاصطناعي نفسها. وهذا يعني أن المهارات الرقمية تصبح أكثر أهمية بالنسبة للموظفين الحاليين والحصول عليها ضروريًا للعاملين الجدد.
على سبيل المثال، سيكون مطلوباً محترفو البيانات الذين لديهم فهم متقدم للإحصائيات وتحليل البيانات لمساعدة المؤسسات على استخراج الأفكار المفيدة من كميات هائلة من المعلومات الخام المنتجة بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.
ما هو دور الحكومة والشركات؟
للحد من مخاطر البطالة الناجمة عن تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات استراتيجية من قبل الحكومات والشركات. ويمكن لهذه الإجراءات أن تتضمن تقديم التدريب المستمر والتعليم المحسن لسوق العمل الذي يتغير باستمرار بالإضافة إلى وضع سياسات عادلة للحماية الاجتماعية والدعم المالي لعائلات الطبقة العاملة.
بالنظر إلى الزخم الحادث حاليا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الواسع الانتشار، ليس أمام المجتمع الدولي خيار آخر غير مواجهة الوضع الجديد وإيجاد طرق فعالة لمواجهة تحديات ومزايا دخول عصر جديد تمامًا.