تحولات الجغرافيا السياسية: دور تركيا في الشرق الأوسط الجديد

التعليقات · 6 مشاهدات

في العقد الماضي، شهدت الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط تحولاً دراماتيكياً. لقد لعبت تركيا دوراً محوريًا في هذه التحولات، مما وضعها كلاعب رئيسي فعّال

  • صاحب المنشور: جبير الكيلاني

    ملخص النقاش:

    في العقد الماضي، شهدت الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط تحولاً دراماتيكياً. لقد لعبت تركيا دوراً محوريًا في هذه التحولات، مما وضعها كلاعب رئيسي فعّال على المسرح الإقليمي والعالمي. هذا الدور المتزايد لتركيا يعكس استراتيجيتها الناجحة في تعزيز المصالح الوطنية والاستجابة للتغيرات العالمية والإقليمية.

استفادت تركيا من موقعها الجغرافي الفريد بين أوروبا وآسيا، وأعادتها سياساتها الخارجية إلى واجهة الحدث الإقليمي بعد فترة من التراجع خلال الحرب الباردة. تشمل عوامل القوة الرئيسية بالنسبة لأنقرة قوتها الاقتصادية المتنامية، علاقاتها الوثيقة مع العالم الإسلامي، والتكنولوجيا العسكرية الحديثة التي وضعتها ضمن مصاف الدول الرائدة عالميًا في مجال الطيران والمساعدات الدفاعية.

العلاقة المعقدة مع روسيا وإيران

على الرغم من بعض الخلافات بشأن سوريا وليبيا وغيرهما، حافظت تركيا على توازن حذر في علاقتها مع كل من إيران وروسيا. إن قدرتها على المناورة بين هذين اللاعبين الرئيسيين للحفاظ على استقلال سياسي واقتصادي يُظهر مرونة تركية فريدة. فبينما تتعاون تركيا مع روسيا اقتصاديًا وعسكريًا، لديها أيضًا روابط تاريخية وثقافية عميقة مع المجتمع الشيعي الإيراني.

وفي الوقت نفسه، فإن مشاركة تركيا في حملة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أعطاها نفوذا هائلا في المنطقة وقربها أكثر من الحلفاء الغربيين التقليديين مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.

دور تركيا المحوري في الصراع السوري

كان التدخل التركي في النزاع السوري عاملاً مؤثراً للغاية وشكل أحد أهم التقلبات الاستراتيجية خلال السنوات الأخيرة. فقد أدى دعم أنقرة للمعارضة السورية المعتدلة واحتضان اللاجئين السوريين بشكل كبير إلى تغيير المشهد السياسي للأزمة المستمرة منذ عقد تقريبًا. كما أنه يسلط الضوء على مدى تأثير السياسات التركية داخل منطقة مضطربة بالفعل.

كما اتسمت جهود التسوية الدبلوماسية المدفوعة بالكامل والتي يقودها الرئيس أردوغان بطابع ريادي واضح وهو أمر غير معتاد بالنسبة للدول الكبرى الراعية لحل النزاعات الدولية. وقد تأكد ذلك من خلال عملية جنيف والمبادرات الأخرى نحو السلام النهائي لسوريا.

مستقبل العلاقات الثنائية عبر البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط

من الواضح أنه بالإضافة لأهمياته الجيوستراتيجية التاريخية، أصبح بحر إيجه فضاء جيوستراتيجيًا حيويًا جديدًا حيث تتميز فيه أنقرة بحضور متزايد ومؤثر بمواجهة اليونان والقوى الأوروبية الأخرى. وفي المقابل، تعد الحدود البرية المشتركة مع العراق والأردن الوسيلة الأكثر مثالية للاستمرارية التجارية والسوق المفتوحة أمام التجارة البينية لمختلف المنتجات الزراعية والمعادن الخام والحرف اليدوية والحرف الصغيرة وما شابه ذلك مما يستوجب المزيد من التنسيق العملي وبناء شبكات التواصل الاجتماعية والثقافية اللازمة لعيش حياة أفضل للشعوب المتحضرة!

التعليقات