تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين

التعليقات · 0 مشاهدات

التأثيرات المتعددة للتكنولوجيا الحديثة على الأطفال والمراهقين ليست محصورة في جانب واحد؛ فهي تمتد لتشمل جوانب متعددة مثل التعليم والترفيه والتواصل الاج

  • صاحب المنشور: سليمة الحمامي

    ملخص النقاش:
    التأثيرات المتعددة للتكنولوجيا الحديثة على الأطفال والمراهقين ليست محصورة في جانب واحد؛ فهي تمتد لتشمل جوانب متعددة مثل التعليم والترفيه والتواصل الاجتماعي. لكن الجانب الذي يتطلب اهتمامًا خاصًا هو تأثيرها المحتمل على صحتهم العقلية والنفسية. يعتبر هذا الموضوع ذا أهمية كبيرة نظرًا للوقت الكبير الذي يقضيه هؤلاء الفئات العمرية أمام الشاشات الإلكترونية.

في السنوات الأخيرة، زاد استخدام الأجهزة الرقمية بين الشباب بنسب عالية جدًا. وفقًا لدراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 70% من المراهقين يستخدمون الإنترنت يوميًا، بينما يشاهد أكثر من 90% منهم مقاطع فيديو عبر الإنترنت مرة واحدة على الأقل كل أسبوع. هذه الوتيرة قد تؤدي إلى مشكلات نفسية مختلفة إذا لم يتم تنظيم الاستخدام بطريقة صحية وموزونة.

من بين المشاكل التي يمكن رصدها:

  1. الاكتئاب: الدراسات تشير إلى أن هناك علاقة قوية بين الوقت الطويل أمام الشاشات والاكتئاب لدى المراهقين. فقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن زيادة وقت الشاشة يؤدي إلى ارتفاع نسبة الاكتئاب والشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية.
  1. مشاكل النوم: الإشعاعات الزرقاء المنبعثة من شاشات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والأجهزة الأخرى يمكن أن تعيق إنتاج الميلاتونين -هرمون النوم-. وهذا غالبًا ما يؤدي إلى اضطرابات في دورة نومهم مما يعرض لهم خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة وغيرها.
  1. سلوكيات غير صحية: بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي قد تحث المستخدمين الصغار على مشاركة معلومات شخصية أو صور حساسة أو حتى الانخراط في علاقات خطيرة عبر الإنترنت بدون رقابة كافية من البالغين.
  1. الاعتماد الزائد: كما يحدث مع أي نوع آخر من الملذات المحظورة، يمكن أن يؤدي الاعتماد الزائد على وسائل الإعلام الرقمية أيضًا إلى الشعور بالإرهاق وانخفاض التركيز وفقدان القدرة على التركيز عندما تكون بعيداً عنها.

على الرغم من هذه المخاطر المحتملة، إلا أنه يوجد أيضا فوائد عديدة لاستخدام التكنولوجيا بحكمة ومنظمة. فعلى سبيل المثال، يمكن للمتعلمين الوصول الآن إلى موارد التعلم الضخمة المفتوحة (MOOCs) ومتابعة الدورات التدريبية المجانية حول العالم، وهو الأمر الذي كان مستحيلا قبل عقود قليلة مضت. بالإضافة لذلك، توفر شبكات التواصل الاجتماعي فرص رائعة للتواصل وبناء الصداقات الجديدة وتوسيع نطاق العلاقات الشخصية لأبعد مدى جغرافي ممكن.

لذا، ينصح الخبراء بإعطاء الأولوية لعادات صحية واستراتيجيات إدارة الوقت عند استخدام التقنيات الرقمية. الحفاظ على توازن مناسب بين الحياة الواقعية والحياة الرقمية أمر حيوي للحفاظ على سلامتك الجسدية والعقلية. وفي نهاية المطاف، تتوقف المسؤولية الكبرى هنا على الآباء والمعلمين لإرشاد الشباب نحو استخدام آمن وفعال للتكنولوجيا بالتزامن مع غرس القيم الأخلاقية المناسبة منذ سن مبكرة لحماية صحة نفسيتهم وجسدانيهم طوال رحلتهم خلال مرحلة كونهم أشخاص ذوي قدرات تكنولوجية عالية ولكن بمبادئ ثابتة وقوية.

التعليقات