- صاحب المنشور: رائد البنغلاديشي
ملخص النقاش:
لقد أصبح تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة الشخصية والتزامات المهنة تحديًا كبيرًا يواجه العديد من الأفراد في عصرنا الحالي. هذا الاتجاه ليس مجرد ظاهرة عابرة بل هو أمرٌ يتردد صداه عبر مختلف جوانب المجتمع العالمي. إن فهم كيفية إدارة الوقت بكفاءة وكيفية تحديد الأولويات قد يساعد بشكل كبير في تحسين جودة حياة الفرد وتطوير أدائه الوظيفي كذلك.
في بيئة عمل ديناميكية تسعى دائمًا لتحقيق الأهداف والإنجازات بأسرع وقت ممكن، غالبًا ما ينسى الأشخاص الاعتناء بأنفسهم وبصحتهم العقلية والجسدية. يمكن لهذا الانعزال عن الروتين اليومي الطبيعي الذي يتضمن الراحة والاسترخاء والقضاء على الضغوط النفسية أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل الاكتئاب واضطرابات القلق ومشاكل أخرى ذات صلة. لذلك، فإن الوعي حول أهمية توازن العمل بالحياة يعتبر جانب مهم لأي منظومة تقدم خدماتها للعامة أو للموظفين لديها.
إن خلق ثقافة ترحيب بالتغيرات الإيجابية داخل أماكن العمل يعد جزءاً أساسياً من الحل لهذه القضية. حيث تشجع هذه الثقافة الموظفين على أخذ فترات راحة منتظمة خلال ساعات عملهم الرسمية والتي تسمح لهم بالاستراحة وإعادة شحن طاقتهم قبل مواصلة مهامهم المختلفة. كما أنها تعزز قيم التواصل المفتوح بين العمال ومشرفينهم فيما يتعلق بحالات الطوارئ الشخصية وأوقات الحاجة لإجازة قصيرة لتلبية احتياجات شخصية غير قابلة للتأجيل. بالإضافة لما سبق ذكره، تعد سياسات مرونة الجدول الزمني خيار آخر مفيد للغاية إذ يسمح للدائرة الانتقال بعملها بطريقة أكثر انسيابية عندما تكون هناك حاجة ماسة لمزيدٍ من المرونة أثناء النهار مثلاً عند وجود اجتماعات طويلة خارج المبنى الرسمي للشركة وما شابه ذلك.
كما أنه بات واضحا الآن دور وسائل الإعلام الرقمية الجديدة كوسيلة فعالة لنشر الوعي بشأن أهمية الاستخدام الأمثل للعادات الصحية المتعلقة بممارسة الرياضة والنوم الصحي واتخاذ قرارت غذائية حكيمة وغيرها الكثير مما يساهم تدريجيا بتغيير العقليات التقليدية التي تربط نجاح الشخص بمدى قدرته على حمل عبء مسؤوليات مضاعف بدون أي اعتبار لاحتياجات جسده وعقله للحفاظ عليهما بصورة متوازنة وسليمة. وفي النهاية، يبقى هدف الوصول إلى حالة دائمة للاستقرار النفسي والجسدي لدى جميع أفراد الأسرة المحترفة والأسرية محفزا لنا جميعا نحو طريق أفضل لحاضر مستدام ومستقبل مبهر بإذن الله تعالى.