- صاحب المنشور: عبد الخالق القروي
ملخص النقاش:مع تزايد الاعتماد العالمي على التكنولوجيا الرقمية، لم تعد آثارها محصورة في مجالات التقنية والمعلومات بل امتدت لتشمل جوانب الحياة كافة، بما فيها الجانب الاقتصادي. وفي هذا السياق, شهد العالم العربي تحولات كبيرة نتيجة دخول تكنولوجيا المعلومات إلى السوق المحلي. يبرز قطاع التجارة الإلكترونية كواحدة من أكثر القطاعات تأثراً بهذا التحول حيث أصبح بإمكان المؤسسات والشركات الوصول إلى جمهور أكبر بكثير مقارنة بالطرق التقليدية للعمل.
من أهم التأثيرات التي تركتها هذه الثورة الرقمية هو زيادة المنافسة بين الشركات. قبل ظهور الإنترنت، كان الحصول على العملاء محدوداً بسبب نطاق الجغرافية الفعلي للمؤسسات التجارية. الآن مع توافر منصات التواصل الاجتماعي والتجارة عبر الانترنت، يمكن للشركة الصغيرة منافسة الكبرى عالمياً. وهذا يتطلب قدرة أعلى على الابتكار والإبداع في المنتجات والخدمات المقدمة. كما أنه يشجع الاستثمار في تطوير البرمجيات والحلول الذكية لتحسين تجربة المستخدم النهائي.
إضافة لذلك، أدت التكنولوجيا الرقمية إلى خلق فرص عمل جديدة خارج الإطار التقليدي للوظائف المكتبية. ففي مجال التسويق مثلاً، ظهر دور المديرين الرقميين ومختبري مواقع الإنترنت وغيرهم ممن يعملون خلف الكواليس لضمان فعالية الحملات التسويقية عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، هناك طلب متزايد على خبراء الأمن السيبراني نظراً لأهميتها المتزايدة لحماية البيانات الشخصية والمالية للأفراد والشركات.
وفي المقابل، قد يؤدي الانتشار الكبير للتكنولوجيا الرقمية إلى فقدان بعض الوظائف التقليدية خاصة تلك التي تعتمد على العمالة اليدوية أو الروتينية والتي يمكن أتمتها باستخدام البرمجيات الحديثة. لكن هذا ليس بالأمر السلبي تماماً؛ لأن هذه الأتمتة غالبًا ما تعني إنتاجاً أفضل وأسرع مما يساهم في تعزيز القدرة التنافسية العامة للاقتصاد.
بشكل عام، يُعتبر تأثير التكنولوجيا الرقمية عميق ومتعدد الجوانب داخل اقتصادات الدول العربية. ويجب التنبه جيدا لهذه العلاقة المعقدة والاستعداد لها بتقديم التعليم المناسب وتوفير التشريعات القانونية الداعمة للاستخدام الأمثل لهذه الأدوات الجديدة.