• صاحب المنشور: ناديا البوعزاوي
  
  ملخص النقاش:
  تزايدت المخاوف العالمية بشأن تغير المناخ وتأثيراته على الكوكب خلال العقود الأخيرة. يركز هذا المقال على نتائج بحث جديد أجراه مجموعة من الباحثين العرب حول الآثار البيئية المتوقعة لتغييرات المناخ المستقبلية. يستند البحث إلى تحليلات متعددة للمشهد الجغرافي والكيميائي والحيوي الحالي والمستقبلي للأرض، وذلك باستخدام نماذج رياضية ومتابعة البيانات التاريخية.

العواصف الجوية القاسية وآثارها المدمرة

وفقًا للدراسة، تشير التنبؤات إلى زيادة شديدة في تكرار وشدة الظواهر الجوية القاسية مثل الأعاصير والأعاصير المدارية والعواصف الثلجية الرعدية. وهذا سيترتب عليه خسائر بشرية ومادية كبيرة بسبب انهيارات المباني، الفيضانات المفاجئة، وانقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة. بالإضافة إلى ذلك، ستتعرض الزراعة للخطر حيث تسبب هذه الظروف تقلباً كبيراً في نمو المحاصيل وانتاج الغذاء عالمياً، مما قد يقود لندرة غذائية محتملة.

ارتفاع مستويات البحار والتآكل الشاطئي

نتوقع أيضا ارتفاع مستوى سطح البحر بحوالي 30 سم - 1 متر بحلول عام 2100 حسب الدراسات العلمية الحالية. سيكون لهذه الزيادة تأثيرات مدمرة خاصة على المناطق المنخفضة والساحلية التي تحتوي غالبا على مدن حضرية حساسة وتنوع بيولوجي حيوي. إضافة لذلك، يمكن أن يحدث المزيد من تآكل السواحل نتيجة الرياح القوية والجزر العالية والتي سوف تساهم في فقدان الأراضي البرية وقيمة الممتلكات السكنية والصناعية.

الصحراء المتنامية والإفراط في الاستخدام المائى

مع استمرار الاحتباس الحراري العالمي، يتوقع الخبراء توسعا جغرافيا أكبر لنطاق الرمال الصحراوية نظرًا لانخفاض هطول الأمطار واستنزاف المياه الجوفية الطبيعي. وقد يؤدي هذا الأمر لعواقب وخيمة تتمثل بانخفاض الإنتاج النباتي وفقدان موارد الحياة الفطرية وتعقيد الاتصال بين المدن المختلفة داخل تلك المناطق الواسعة المقفرة. علاوة علي ذلك فإن الطلب المتزايد علي المياه لأهداف زراعية وصناعية وبشرية سيزيده الضغط بشكل ملحوظ نحو ندرتها وإساءة استخدامها بينما التقليل من فرصة تجديدها بطرق طبيعية كالامطار وغيرها .

هذه النقاط الأساسية هي جزء قليل مما تستعرضه الدراسة الجديدة فيما يتعلق بتأثير المناخ المتغيّر علينا وعلى محيطنا الطبيعي. ومن هنا يأتي التشديد على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لمكافحة تغيرات المناخ عبر العالم العربي وكل مكان آخر بالعالم للحفاظ على سلامتنا وأمن حياتنا اليومية وغدونا يوماً بعد يوم بإذن الله.