- صاحب المنشور: محمد المدني
ملخص النقاش:
تنوع الآراء وسط نقاش حيوي يدور حول تأثير تقنيات التواصل الحديثة على صحّة الدماغ الإنساني. يُشدد محمد المدني على خطورة "الخمول الثقافي"، مُشيرًا إلى أنه نتيجة طبيعية للاستخدام المنتشر للتقنية الرقمية عوضًا عن القراءة المطولة. وفقًا له، هذا الاتجاه غير الصحي يقود إلى تدنٍ معرفي ملحوظ يتمثل في ضعف الذاكرة, تناقص المهارات النقدية وانعدام الليونة الفكرية مما يؤذي رفاهيتنا الداخلية واستقرار نفسيّتنا. إنه يدفع باتجاه دمج أداء تلك المهمة الروحية والمعرفية الثمينة ضمن جدول أعمال يومينا بكل جدية وفهم لأهميتها.
من جهته، يذكر سوسي بن معمر أهمية التوازن بين استخدام الوسائل الرقمية والقراءة التقليدية. فهو يرى أنها قد تساهم بالفعل في بناء مهارات إدراكية متكاملة لو تمت دراسة محتواها بعناية ومراجعة دائبة. ويضيف أن البودكاست والإلكترونيات التعليمية وغيرهما من موارد رقميّة تعدُّ خيارات جيدة كذلك عند البحث عن طرق متنوعة لإثراء الفكر وتعزيز القدرات العليا للدماغ.
وفي حين يتفق معه أفراح بن ناصر بشأن قدرة القراءة الحقيقية على منح المُتلقي فرصة أكبر للتحليل والصبر والتركيز، إلا أنها تستعرض لاحقًا المقارنة الشخصية الخاصة بها فيما يتعلق بحضور مؤثرات خارجية أثناء مشاهدة فيديو تعليمي مقارنة بقراءة كتاب خام.
وتبرز جمانة اليحياوي جانب آخر لهذا الموضوع، فقد ركزت انتباه الجميع نحو مشكلة رئيسية تتمثل في كون الكثير من المواد التعليمية المتاحة حالياً عبر الإنترنت ذات طابعسطحي ولا توفر التصعيد اللازم لعرض الأفكار المعقدة أو الشرح الواضح عنها بدرجة مناسبة لتلبية حاجات المتعلم الراغب في فهم شامل ومتفحص لما يسمعه ويناقشه ويتعامل معه. علاوة على ذلك، تلفت نظر الجمهور نحو الأبحاث الأخيرة التي أثبتت بأن القراءة المكتوبة بصورتها الأصلية تعمل على تحسين خاصية ضبط النفس وبالتالي رفع احتمالات نجاح الأفراد في إدارة اهتمامهم واحتوائه داخل مجالات الضغط العالي المرتفع بكثرة هذه الأيام.
ثم يأتي هادي كتاني ليؤكد على حضور حقيقة ثابتة تربط طور الاستثمار الكامل للحواس مع تجربة القراءة أمام أي طريقة تكنولوجية جديدة بغض النظر عن مدى فعاليتها الظاهرية؛ ويعترف بعدم قدرتهم جميعاً حتى الآن على توليد شعور مشابه بذلك الشعور الرائع بالتفاؤل والإبداع الذي يولده الانغماس داخل صفحات كتب مطبوعة بالطريقة القديمة والتي تعتبر مصدراً اصيلاً ومساكياً للعناصر المساعدة علي تحقيق أهداف شخصنة العملية التربوية والعلمية وصولا لمرحلة اتقان مهارة التفكير الاستراتيجي واسلوب الحياة العلمي المثمر. وفي النهاية يحذر الوحيد بلجميت باختصار شديد من خطر تجاهل أهم المؤشرات السلوكية الخفية الناجمة عن الانشغال المسترسل بإحصاء كم الفرص المتاحة امام المستخدم لاستغلال كل شكل بديل جديد ظهر أخيرا وذلك بدون مراعاة واقع الأمر الواقعي والذي يفضله دائمآ كونه الأكثر فائدة لكل طرف يرغب بذاته المزيد من تغليف ذهنه بباقة محتويات ثقافية مغذية ومنظمة تنظيماً جيداً . وهكذا يميل معظم المتحاورين هنا إلي اعتبارالقراءات الفعلية هي المرجع الأساسي لصيانة حالة الحالة الصحية العامة للنفس البشرى مقارنة بهدف المعلومة الصارخة الموجودةبشاشة الجهاز الالكتروني المملوء بالسحابة البيضاء اللذيذة للغبارالرقيق وضوحه المضلل قليلا للمستخدم الذي اعتاد منذ سن مبكر الاحتضان الزائد لهذه السلعة الشهوانيه(التكنولوجيا)باعتباره نوع خاص من أنواع الحب الأول والحميم الممتنع والمسموح به شرعيًا وطبعيًا لمن هم تحت السن قانونيًا!