- صاحب المنشور: شهاب بن العيد
ملخص النقاش:في عالم اليوم المتسارع للتطور التكنولوجي، أصبح استخدام التقنيات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية. هذه الأدوات توفر فرصاً كبيرة لتعزيز التعلم وتسهيل الوصول للمعلومات، مما يمكن الطلاب والمعلمين على حد سواء. إلا أنه رغم فوائدها العديدة، فإن هناك تحديًا مستمر يتمثل في تحقيق توازن بين هذا الاعتماد المستمر على التكنولوجيا والإبقاء على جوهر العملية التعليمية - وهي تطوير المهارات الإبداعية والتفكير الحر لدى الطلبة.
الإبداع هو أساس الابتكار والحلول الأصلية للمشكلات المعقدة. فهو ليس مجرد قدرة على إنتاج أفكار جديدة؛ بل يشمل القدرة على الجمع بين الأفكار القديمة بطريقة غير تقليدية. بينما توفر التكنولوجيا الكثير من البيانات والمعلومات، قد تؤدي إلى نوع معين من "الفكر الآلي"، حيث يركز الدماغ على الاسترجاع بدلاً من التجريد والمُبتكَر. وهذا يعني أنه حتى مع زيادة استخدام الحوسبة في الفصول الدراسية، يجب أن تكون هناك جهود متعمدة للحفاظ على القدرات الإبداعية للطلاب حاضرة وقوية.
يمكن تحقيق ذلك عبر عدة طرق. الأول هو تعزيز المشاريع التي تتطلب حلول مبتكرة وليست مجرد استيعاب معلومات موحدة. ثانيًا، إدراج الأنشطة اليدوية والفنية ضمن المناهج لتوفير تجارب حسية مباشرة تثير العقل وتدعو للإبداع. وأخيرا وليس آخراً، تشجيع المحادثات الجماعية والبرامج التربوية خارج نطاق الشاشات الإلكترونية والتي تساهم في تنمية مهارات التواصل الاجتماعي وبناء العلاقات الإنسانية الضرورية لكل مجتمع حيوي ومتكامل.
وبالتالي، إن التوازن بين الإبداع والتكنولوجيا في التعليم الحديث أمر بالغ الأهمية لتحقيق جيل قادر على مواجهة التحديات العالمية الصعبة وحل مشاكل المجتمع بكفاءة عالية باستخدام كل أدوات عصرنا الحالي ولكن بدون فقدان روح البدايات الأولى للتعليم - أي التنمية البشرية الكاملة والشاملة.