- صاحب المنشور: سهيل التازي
ملخص النقاش:
مع تزايد استخدام التقنيات الرقمية في جميع جوانب حياتنا اليومية، لم يعد مجال التعليم مستثنى من هذه الثورة. لقد قدمت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مجموعة كبيرة ومتنوعة من الفرص والتحديات التي أثرت بشكل مباشر على الطريقة التي نتعلم بها. من جهة، سهلت هذه الأدوات الوصول إلى كم هائل من المعرفة وجعلت عملية التعلم أكثر جاذبية ولا مركزية. ومن ناحية أخرى، فإنها تتطلب إعادة النظر جذرياً في الأساليب التقليدية للتعليم وتعزيز المهارات الحاسوبية بين الطلاب والمدرسين على حد سواء.
في السنوات الأخيرة، شهدنا ظهور العديد من المنصات عبر الإنترنت والتي توفر فرصاً فريدة للتدريس والدراسة. يمكن للمعلمين الآن مشاركة محاضراتهم وموادهم الدراسية مع طلاب حول العالم بسهولة أكبر بكثير مما كان ممكنًا سابقًا. كما تم إنشاء مدارس افتراضية بالكامل حيث يتم تقديم الدروس مباشرة عبر الشبكات العنكبوتية العالمية (الإنترنت). هذا النوع الجديد من المدارس يفتح الباب أمام تعليم مستمر مدى الحياة بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو القدرة المالية.
بالإضافة لذلك، أدخلت الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية حدا ثورياً آخر في عالم التربوي الحديث حيث أصبح بإمكان أي شخص الحصول على محتوى تعليمي متطور أثناء التنقل وأينما كانوا وفي الوقت الذي يناسبهم. حتى ألعاب الفيديو أصبحت جزءا أساسيا من منهج بعض الجامعات المتخصصة لتوفير تجارب تعلم غامرة وتحقيق نتائج أفضل مقارنة بطرق التدريس التقليدية.
ولكن رغم الفوائد العديدة لهذه التحولات، إلا أنه لا بد لنا أيضا من مواجهة تحديات جلية ترتبط بالتغيرات الرقمية داخل البيئات الأكاديمية. أحد أهم المشاكل هو عدم وجود بنى تحتية قوية لشبكات الاتصال الواسع الانتشار خاصة خارج المناطق الحضر الكبرى وهذا يؤدي لانعدام المساواة فيما يتعلق بالحصول على خدمات التعليم الإلكتروني. هناك أيضاً مخاوف بشأن الآثار النفسية والسلوكية لاستخدام الوسائط الرقمية لساعات طويلة يومياً وقد أثارت هذه المخاوف نقاشات عميقة حول كيفية استثمار طاقة الطلاب وطاقتهم ضمن بيئة رقميّة بأمان وكفاءة عالية.
إن التأثير القوي لتكنولوجيا اليوم يشكل فرصة عظيمة لإعادة تشكيل نظام التعليم العالمي نحو وجهته الأكثر كفاءة وإنصافاً, لكن تحقيق ذلك يتطلب بذل جهود مشتركة وعمل دؤوب لتحسين البنية التحتية الرقمية وضمان توافق سياسات المناهج الدراسية مع احتياجات العصر الرقمي الحالي بالإضافة لتأهيل كوادر مؤهلة تدربت تدريب متخصص للاستفادة المثلى من تلك الإمكانات المستجدة حديثا بكل فاعليه واحترافيه .