- صاحب المنشور: علوان بن موسى
ملخص النقاش:
أثار ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) نقاشا واسعا حول تأثيرها المحتمل على سوق العمل. بينما يرى البعض أن هذه التكنولوجيا قد تؤدي إلى فقدان ملايين الوظائف نتيجة الأتمتة والروبوتات التي يمكنها القيام بمهام معينة بكفاءة أكبر وأقل تكلفة، يشير آخرون إلى الفرص الجديدة التي ستوفرها هذه التقنية للشركات والمجتمع ككل.
فيما يتعلق بالتهديد، هناك العديد من الأدلة تشير إلى أن بعض الصناعات معرضة بشكل خاص للتغيير الجذري بسبب الذكاء الاصطناعي. الخدمات الإدارية الروتينية مثل المحاسبة، وتسجيل الدخول/الخروج للموظفين، واستقبال المكالمات الهاتفية وغيرها من الأعمال المكتبية قد تصبح أقل حاجتها للبشر. بالإضافة إلى ذلك، فإن العمليات الصناعية المتكررة والتسلسلية والتي تتطلب جهداً بدنياً مقبولاً، والتي كانت تشغل غالبية العمال سابقاً، تتجه الآن نحو الأتمتة باستخدام روبوتات تعمل بتوجيهات من خوارزميات ذكية تدعمها البيانات الضخمة والتعلم الآلي.
على الجانب الآخر، يعد الذكاء الاصطناعي بفتح أبواب فرص عمل جديدة غير متوقعة حتى اليوم. فمع استمرار تقدم العلم والتكنولوجيا، سنحتاج إلى المزيد من المهندسين والفنيين المدربين خصيصاً لتطوير وصيانة نظم الذكاء الاصطناعي المعقدة. كما أنه سيدفع الحاجة لمتخصصين في مجال الأمن المعلوماتي لحماية هذه الأنظمة ضد الهجمات الإلكترونية المتزايدة التعقيد. علاوة على ذلك، سيؤثر الذكاء الاصطناعي أيضاً على مجالات أخرى لم تكن ضمن دائرة التركيز سابقا؛ فعلى سبيل المثال، سيكون له دور كبير في تقديم رعاية صحية أكثر دقة وكفاءة عندما يتم دمجه داخل المنظمات الطبية لاستخداماته التشخيصية والعلاجية المتقدمة.
لذا، يبدو واضحا أن المستقبل الذي ينتظر العالم بعد انتشار الذكاء الاصطناعي ليس بالأمر الثابت والسلبى كما يُعتقد عادة. بل إنه يحمل معه كلا الوجهتين -التهديد والفرصة- ولكنه يعتمد اعتمادا كبيرا على كيفية استخدام البشر لهذه التقنية الحديثة وما إذا كانوا قادرين بالفعل على تبني التحول الرقمي بطريقة تعزز الحياة البشرية وتعزز نجاح الاقتصاد العالمي.