• صاحب المنشور: سارة الموريتاني
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الرقمي الحالي، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ولا يختلف قطاع التعليم عن باقي القطاعات حيث بدأ هذا التطور التكنولوجي يحدث تغييرات جذرية. فمن جهة، توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي فرصاً هائلة لتحسين كفاءة العملية التربوية وتخصيص التعلم؛ ومن جهة أخرى، تثير هذه التقنية بعض المخاوف بشأن فقدان الجوانب البشرية في العملية التعليمية وانعدام الخصوصية والأمان للمعلومات الشخصية للطلاب والمعلمين.

الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في التعليم:

**1. تعليم مخصص:**

تتيح خوارزميات التعلم الآلي لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحديد نقاط القوة والضعف لدى كل طالب بناءً على أدائه واتجاهات تعلم معينة. يمكن لهذه الأنظمة تصميم خطط دراسية مخصصة لكل طالب لتلبية احتياجاته الفردية، مما يعزز فعالية عملية التدريس ويحسن مستوى الإنجاز الأكاديمي العام.

**2. مساعدة المعلمين:**

يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي القيام بمهام روتينية مثل تصحيح الاختبارات والإشراف عليها، مما يحرر وقت المعلمين لمزيد من التركيز على تقديم الدعم الشخصي لطلبتهم وتعزيز مهارات حل المشكلات لديهم. كما أنها تقدم رؤى وتحليلات متعمقة حول أداء الطلاب والتي تساعد المدربين على فهم كيفية تطوير استراتيجيات تدريس أكثر فعالية.

**3. الوصول إلى موارد تعليمية متنوعة:**

تساعد قوة الذكاء الاصطناعي المحمولة عبر الإنترنت في ربط الطلاب بالمصادر والمواد التعليمية المختلفة بغض النظر عن مكان وجودهم أو قدرتهم المالية لدفع رسوم الدراسة الجامعية التقليدية. وهذا يضمن حصول الجميع تقريبًا على فرصة الحصول على نوع جيد من التعليم.

التحديات المرتبطة بتطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم:

**1. مخاوف تتعلق بالأخلاق وأخلاقيات المهنة:**

إن استخدام نماذج اللغات الضخمة التي تقوم بها الشركات الكبيرة قد يؤدي إلى تسرب بيانات شخصية حساسة خاصة بطالبات وصبيان المدارس الثانوية ومؤسف للغاية عندما يتم الاستغلال التجاري لهؤلاء الأطفال الصغار! بالإضافة لذلك فإن اعتماد تكنولوجيا ذكية عالية الانحياز ضد مجموعات عرقية محددة أمرٌ مقلق جدّاً وهو يشكل مصدر قلق كبير للمتعلمين المحتملين ممن ينتمون إلي تلك المجتمعات المتضررة بسبب ذلك التحيز التكنولوجي الواضح والذي يشير بوضوح نحو ضرورة التأكد من عدم تعرض أي محتوى تم إنشاؤه بواسطة AI للعنصرية غير المنصفة وغير الأخلاقية بحق هؤلاء الشعوب المستهدفة بالحجب الإلكتروني العنيف!

**2.** {تكلفة البنية الأساسية:}* تعتبر تكلفة ترقية بيئة المؤسسات التعليمية العامة لاستيعاب الحلول المعتمدة علي الذكاء الاصطناعي تحديًا كبيرًا بالنسبة للحكومات ومديري المدارس نظرا لقلة الموارد اللازمة لهذا الغرض وبالتالي تضطر العديد منها لإعطاء الأولوية لتلك الأمور الأخرى ذات الأولوية الأعلى كالتعليم المادي قبل الرقمي ولكن بالنظر للعالم الحديث الذي نعيش فيه حالياً فلايمكن تجاهل دور التقنية الحديثة في مجالات الحياة كافة بمافيهالكليات والجامعات أيضًا !

الخلاصة :

يسلط بحثנו هذا الضوء على تأثير واضح ومترابط بين الجانبين المفيد والعابر للتقاليد بارادتين واضحتين: الأولى هي جانب شكلته ثورات علمية جديدة ستغير طريقة تفكير الناس داخل الصفوف الدراسية وغرفة الفصل الدراسي بإحداث تغيير جذري في آلية توصيل المعلومة فيما يدعى "تجربة التعلم"، أما الثانية فهي تشير الي أهمية وضع حدود قانونية وقواعد تنظيمية أخلاقيه راسخه لحماية حقوق جميع الاطفال أثناء انخراطهم ضمن مجتمع رقمي جديد مليء بالمجهولات والغير معروفة بعد آنذاك .