- صاحب المنشور: رندة بن البشير
ملخص النقاش:في السنوات الأخيرة، شهد العالم ثورة تكنولوجية غير مسبوقة مع ظهور وانتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI). هذا التحول التكنولوجي لم يكن محصوراً في مجالات مثل الرعاية الصحية أو المالية أو الصناعة فحسب، ولكنه امتد أيضاً إلى قطاع التعليم. يعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم فرصة فريدة لتحسين جودة التعلم وتقديم تجارب تعليمية شخصية للطلاب.
من ناحية أخرى، فإن هذه الثورة ليست خالية تماما من التحديات. قد يؤدي الاعتماد الكبير على الآلات والبرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى فقدان الاتصال الشخصي بين المعلمين والطلاب، مما يمكن أن يؤثر سلباً على الجانب الاجتماعي والعاطفي للتطور الطلابي. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن العدالة العرقية والجندرية في البيانات المستخدمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وما إذا كانت هذه النماذج ستعكس التحيز البشري بطريقة ما.
الفرص
- التخصيص الفردي: يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل الأنماط السلوكية والمعدلات الأكاديمية لكل طالب لتوفير خطوط تعليم فردية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم الخاصة.
- التغذية الراجعة الفورية: يمكن لروبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي تقديم ردود فعل سريعة ومتكررة للمهام المنزلية والاختبارات مما يساعد الطلاب على تعلم نقاط ضعفهم واكتساب مهارات جديدة بسرعة أكبر.
- زيادة الكفاءة: يمكن للأتمتة التي تدعمها التقنية الحديثة تخفيف عبء العمل الإداري للمعلمين وتمكينهم من التركيز أكثر على التدريس والإرشاد.
التحديات
- فقدان العلاقات الشخصية: قد يحل الروبوتات المعتمدة على البرمجيات محل بعض الأدوار الإنسانية التي يتولى القيام بها المعلمون حالياً، وبالتالي الحد من التفاعل العملي بين الجيل الجديد والمعرفة المكتسبة عبر الخبرة البشرية الغنية بحكم العمر والثقافة.
- الإمكانية للتحيز: إن أي نموذج ذكاء اصطناعي مدرب على بيانات بشريّة سيحتوي بلا شكٍّ ولو بدرجة بسيطة قدر ضئيلة نسبياً تلك الانحيازات الموجودة لدى المصدر الأول لهذه المعلومات والتي تم جمعها منه.
- الوصول العادل: ليس الجميع لديهم القدرة نفس القدر من الوصول الى تكنولوجيات متقدمة متصلة بالإنترنت، وهذا يعني أنه بدون حلول عملية لهذا الأمر عند دمجه كجزء رئيسي داخل المنظومات التعليميه ,سنكون بذلك نخلق انقسام اكبر فى المجتمع حول مستويات الحصول علي فرصتعليم مناسبة وصالحه.
باختصار، بينما تحمل لنا تقنية الذكاء الاصطناعي وعد بتحول جذري نحو نظام تعليم عالي الكفاءة ومخصص حسب الاحتياجات الشخصية، إلا انه ينبغي مواجهة تحديين أساسيين هما الحفاظ على روابط ذات مغزى وعلاقة قوية وطيدة بين الأساتذة والمتعلمين جنباً إلي جنب تحقيق تكافؤ الفرصه والحصول عليها سواء فيما يتعلق بالتكنولوجيا أم بصرف النظر عنها وذلك ضمن اطر مقاييس عداله اجتماعيه واضحه المستهدفات وخاطرة التنفيذ المكرمَنة قبل البدء فيه فعليا.