• صاحب المنشور: أسيل بن جلون
  
  ملخص النقاش:
  

  مع تزايد اعتماد التكنولوجيا في مختلف الصناعات، يبرز تساؤل رئيسي حول تأثيرها المستقبلي على سوق العمل. بينما تقدم الابتكارات الرقمية العديد من الفوائد مثل زيادة الكفاءة والإنتاجية، إلا أنها قد توفر أيضًا تحديات كبيرة تتعلق بفقدان الوظائف التقليدية أو تغييرات جذرية في متطلبات المهارات الوظيفية.

من ناحية، يمكن لتبني الذكاء الاصطناعي والروبوتات أتمتة الكثير من المهام الروتينية التي كانت تعتمد سابقًا على القوى العاملة البشرية. هذه العملية تؤدي إلى خفض الحاجة إلى عمالة بشرية مباشرة في مجالات معينة، مما يخلق مخاطر محتملة للبطالة. فمثلاً، وفقاً لدراسة أجراها بنك التنمية الآسيوي، هناك احتمالية بأن يتسبب التحول نحو الأتمتة في خسارة أكثر من 49 مليون وظيفة في منطقة آسيا والمحيط الهادي بحلول عام 2030.

الجانب الآخر للفكرة

في الوقت نفسه، فإن هذا التحول التكنولوجي ليس بالضرورة سلبي تمامًا بالنسبة لسوق العمل. فالابتكار الدائم والتطور في مجال التكنولوجيا يؤدي أيضاً إلى ظهور فرص عمل جديدة لم يكن لها وجود قبل ذلك. هذه الفرص غالبًا ما تكون مرتبطة بتطبيقات وتطوير البرمجيات والأجهزة المتقدمة، بالإضافة إلى إدارة البيانات الضخمة واستخراج المعلومات منها.

بالإضافة لذلك، تحتاج الشركات الناشئة والشركات الأكبر حجمًا باستمرار إلى خبراء قادرين على فهم وإدارة البنية الأساسية الجديدة - وهي مهارات ليست موجودة لدى العاملين الحاليين عادةً. وهذا يعني أنه حتى وإن تم استبدال البعض بأدوات أتمتة، ستكون هنالك حاجة ملحة لإعادة تدريب وتوسيع نطاق كفاءات العمالة البشرية لكي تستوعب العناصر الحديثة لهذه الثورة التكنولوجية.

استراتيجيات التأقلم

لتفادي آثار البطالة المحتملة وللتعظيم من الإيجابيات المرتبطة بالتغيير التكنولوجي، ينبغي وضع استراتيجيات متعددة الجوانب:

1. التعليم والتدريب: تشجيع التعليم مدى الحياة وتعزيز الدورات التدريبية والبرامج التعليمية الموجهة نحو تطوير المهارات اللازمة لأعمال القرن الواحد والعشرين.
2. تحسين السياسات العامة: دعم سياسات صحية اجتماعية تعمل على تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي للأفراد الذين فقدوا أعمالهم بسبب التكنولوجيا الجديدة، ومن خلال تقديم المساعدة المالية والدعم المهني لهم أثناء فترة الانتقال.
3. الشراكة بين القطاع العام والخاص: تعاون الحكومات ومؤسسات الأعمال لتحقيق هدف مشترك يتمثل في ضمان مستقبل مستدام وصحي للعاملين حيث تواجه تحديات تقنية حديثة.

هذه هي وجهتي النظر الرئيسية بشأن كيفية التعامل مع هذا الموضوع المعقد والمعاصر والذي سيصبح جزءا أساسياً من نقاش المجتمع العالمي خلال العقود المقبلة.