- صاحب المنشور: شروق البوعزاوي
ملخص النقاش:
في خضم الأزمة العالمية الناجمة عن جائحة كوفيد-19، شهد القطاع التعليمي تحولات غير مسبوقة. لقد أجبرت هذه الجائحة المؤسسات التعليمية على اعتماد حلول تعليمية رقمية بسرعة لمواجهة القيود المفروضة على التواصل الشخصي وتجنب انتشار الفيروس. هذا التحول الرقمي، رغم أهميته، قد طرح العديد من التحديات التي تستحق الاستكشاف.
أولاً، هناك قضية الوصول العادل إلى الإنترنت والتقنيات الحديثة. ليس كل الطلاب قادرين على الوصول إلى شبكة إنترنت مستقرة أو يملكون جهاز كمبيوتر محمول أو هاتف ذكي يمكنهم استخدامه للتعلم عبر الإنترنت. هذا الخلل في المساواة الرقمية يعزز الفجوة التعليمية بين الأسر الغنية والأسر الفقيرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الأطفال الصغار الذين يتعلمون الكتابة والقراءة ربما واجهوا صعوبات في التعامل مع البيئة الإلكترونية الجديدة مما أدى إلى تراجع في تعلمهم الأساسي.
ثانياً، تأتي مشكلة الدعم التربوي اللازم للتدريس والتعلّم عبر المنصات الإلكترونية. المعلمين، الذين لم يتم تدريبهم أساسياً على التدريس باستخدام الوسائل الرقمية، وجدوا أنفسهم أمام تحديات كبيرة. فهم بحاجة لإعادة النظر بكيفية تقديم المحتوى بطرق جذابة وفعالة للعصر الجديد من التعلم البعيد. كما أنه بدون دعم تقني مناسب داخل المدارس والمستوى المحلي الحكومي، فقد تكون عملية الانتقال نحو التعليم الإلكتروني أكثر صعوبة وبطيئة.
وأخيراً، هناك عامل الصحة النفسية للمعلمين والطلاب والذي غالباً ما يُنسى أثناء التركيز على الجانب التقني للتحول الرقمي. قد يؤدي الضغط النفسي الناتج عن الحجر الصحي والإرباك الذي سببه الفيروس إلى التأثير السلبي على مستويات تركيز الطلاب وأداؤهم الأكاديمي. وبالمثل، يمكن أن يشعر المعلمون بالإرهاق نتيجة عبء العمل المتزايد بسبب التحول المفاجئ لوسيلة التدريس الخاصة بهم.
رغم هذه العقبات الواضحة، إلا أنها توفر لنا أيضاً فرصًا جديدة لاستكشاف طرق مختلفة ومبتكرة لتوصيل المواد الدراسية واستيعابها. إنها فرصة لتحسين جودة الخدمات المقدمة وتعزيز القدرة الفعّالة على استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية حتى بعد انتهاء الجائحة مباشرةً. ولكن الأمر يتطلب التنفيذ المستدام والاستراتيجي لهذه الحلول الرقمية ليضمن تحقيق نتائج إيجابية دائمة ومنصفة لكل الطلاب بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والثقافية المختلفة.