الإسلام والمساواة بين الجنسين: تعزيز التكافؤ أم تكريس التقليد؟

التعليقات · 7 مشاهدات

تُعتبر قضية المساواة بين الرجل والمرأة موضوعًا شائكًا ومثيرًا للجدل داخل المجتمع الإسلامي. يُشدد القرآن الكريم والسنة النبوية على كرامة الإنسان بغض ال

  • صاحب المنشور: سليمة بن جلون

    ملخص النقاش:
    تُعتبر قضية المساواة بين الرجل والمرأة موضوعًا شائكًا ومثيرًا للجدل داخل المجتمع الإسلامي. يُشدد القرآن الكريم والسنة النبوية على كرامة الإنسان بغض النظر عن جنسه، ولكن تفسير هذه النصوص وتطبيقها يختلف بناءً على السياقات الثقافية والتاريخية المختلفة. يتناول هذا المقال نظرة نقدية لمدى توافق الإسلام مع مفهوم المساواة الحديثة كما يعرفها الغرب، ويستعرض الأدلة الدينية والثقافية المتعلقة بهذه القضية الحساسة.

المقدمة: التعريف بالموضوع ونطاق البحث

قبل الاسترسال في تحليل العلاقة بين الإسلام والمساواة بين الجنسين، من الضروري تقديم تعريف واضح للمفاهيم الأساسية التي ستتم مناقشتها طوال المناقشة التالية. تشير "المساواة" إلى الاعتراف بالحقوق والحريات المشتركة لكل من الرجال والنساء بدون تمييز بسبب النوع الاجتماعي. وفي حين قد يبدو هذا المصطلح بسيطاً، إلا أنه يحمل معاني متعددة ومتنوعة حسب البيئة الاجتماعية والثقافية. ومن جهتها، فإن كلمة "الإسلام"، بحسب التعريف الشائع لها، هي دين سماوي جاء برسالة شاملة للحياة البشرية بهدف تحقيق العدالة والقسطاس في جميع مجالات الحياة بما فيها علاقة الذكر والأنثى بعضهما البعض.

الفهم التقليدي للمسؤوليات والإختلاف الجنسي في الإسلام

عادة ما تتم مقارنة المفاهيم الإسلامية حول أدوار الجنسين بمبادئ المساواة المعاصرة باعتبارها غير عادلة أو حتى متحيزة ضد النساء. وقد ركز العديد من النقاد على اختلاف الواجبات الاجتماعية والنظام السياسي الذي يُنظم العلاقات الأسرية والمجتمع القائم بالأبناء وفقًا لتفسير بعض الفقهاء المسلمين لهذه النصوص الدينية التاريخية. فعلى سبيل المثال، تركز الآيات القرآنية المتعلقة بأمور المواريث وبعض الأحكام الشرعية الأخرى ظاهرياً لصالح الرجال، مما يؤدي إلى اعتقاد بأن الدين يدعم ازدواجية الطبقية باستمرار بقوة ثقافية وروحية غالباً. لكن ينبغي التأكد هنا من عدم الخلط بين هذا التوزيع القانوني للأوراق المالية وبين نظرته العامة للأعراف الثقافية المحلية والتي ربما تغلب عليها نزعات تقليدية تساهم في سوء فهم الأصل الديني نفسه.

على الرغم من وجود نصوص قرآنية وأحاديث نبوية تدعم فكرة مساوات المرأة أمام الله عز وجل - حيث قال تعالى: {إن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} [التوبة :71]– فضلاً عن كون الرسول صلى الله عليه وسلم قد حثنا على حسن معاملتهم واحترامهن لما لهنّ حقٌ علينا وعلى مجتمعاتنا عموماً، إلا أن هناك مجموعة أخرى تؤخذ خارج سياقها الأصلي فتستخدم كورقة ضغط لاستبدال الهوية الاجتماعية للعائلة واستبداله بنموذج فرداني مفصول تماماً عنه، وهو نهج مغاير تمام الاختلاف لمنظومة قيم حضارتنا المستمدة أصلاً من الوحي الإلهي. إذ إن التشريعات الخاصة بالتوارث مثلا ليست إلزامياً تطبيقيتها مطابقة لأي بلد آخر بخلاف البلاد المسلمة؛ فهي قابلة للتغيير والتكييف طبقاً لرؤية الدولة نفسها فيما يتعلق بتوفير الخدمات والأمان الاجتماعي لسكان وطن واحد تحت مظلتها السياسية الواحدة. وهذا الجانب الأخير مهم للغاية عند محاولة تطوير منهجي جديد يقوم على احترام حقوق الجميع وفصل التشريع الداخلي للدولة عن عرض أفكار عالمية عامة مثل تلك المرتبطة بحرية الرأي والفردانية وغيرها الكثير التي قد تخالف جوهر عقيدتنا كمؤمنين بالإسلام.

النظرية الإسلامية حول التكامل وليس التنافس بين الزوجين

ومن الناحية العملية أيضاً ، يشجع الإسلام بشدة روح التحاور والعزم المشترك بين الزوج وزوجته بدلاً من الانزلاق نحو منافسات فارغة ليس لها هدف سامي ولا تحقق أي مكاسب عملية مادية كانت أم معنوية . فهذا المقصد الأعلى لنظرته تجاه الموضوع برُمَّته يظهر جليا عبر آيات كريمات منها قوله سبحانه وتعالى

التعليقات