- صاحب المنشور: أفنان بن ناصر
ملخص النقاش:
العينان هما نوافذ الروح كما يقول المثل القديم. ولكن حقيقة الأمر أنهما أكثر بكثير من مجرد أدوات للرؤية البصرية؛ فهي تلعبا دوراً محورياً في التواصل غير اللفظي الذي يمكن أن يعزز فهمنا للأحداث والتفاعلات الاجتماعية بطرق عميقة ومؤثرة. هذا النوع من الاتصال يعتمد على الإشارات الجسدية مثل حركة الرأس واليدين والعبوس وغيرها الكثير، لكن العينان تتميزان بقدرتهما الفريدة على نقل المشاعر وتفسير المعنى خلف الكلمات المنطوقة.
في العديد من الثقافات حول العالم، يُعتبر النظر إلى عين الشخص الآخر أثناء الحديث علامة على الاحترام والثقة. وفي الوقت نفسه، فإن تجاهُل نظره أو تبديل التركيز بين أعين المتحدث والجمهور قد يشير إلى فقدان الثقة أو عدم اليقين. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعبيرات الوجه مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتلك الحركات الصغيرة للعين والتي غالباً ما تكون غير واضحة للمشاهد الخارجي.
على سبيل المثال، عندما يقوم شخص بالعين معك وهو مبتسم، فإنه يرسل رسالة مفادها بأنه سعيد برؤيتك ويأمل مشاركة لحظة سعيدة معك. بينما إذا كان هناك انخفاض بسيط في مستوى العين خلال المحادثة، فقد يعني ذلك الشعور بعدم الراحة أو القلق بشأن الموضوع قيد المناقشة. حتى زاوية ميل العين يمكن أن تخبر الكثير - حيث تشير الزوايا المرتفعة قليلاً عادةً إلى الانجذاب الجنسي المحتمل، أما التوجه نحو الأسفل فهو مؤشر أقوى على الخضوع والخنوع.
مع تقدم التكنولوجيا الحديثة والمزيد من التعامل عبر الإنترنت وأجهزة الفيديو، أصبح التواصل الغير لفظي مهمًا أكثر من أي وقت مضى. فنحن نعتمد الآن ليس فقط على صوت وقوليات الشخص بل أيضًا كيف ينظر لنا وكيف يستخدم جسده للتعبير عن مشاعره. لذا يعد التدريب على استخدام العين باعتبارها جزء فعال من وسائل اتصالنا اليوم ضرورة ملحة للحفاظ على العلاقات الصحية والفهم الصحيح لما تقوله الأمور خارج حدود اللغة المباشرة التي نتشاركها كل يوم.
إن دراسة علم النفس وعلم الاجتماع تكشف المزيد عن التأثيرات المختلفة لكل هذه العوامل المجهرية داخل نطاق إشارتنا الشخصية العامة: إنها دروس تعليمية حيوية لفهم أفضل لكيفية عمل البشر حقا وما يحرك تصرفات بعضهم البعض بشكل فردي وجمعي.