• صاحب المنشور: سامي الدين اليعقوبي
  
  ملخص النقاش:
  في عصر الثورة الرقمية، شهدنا تحولاً كبيراً في العديد من القطاعات, ولكن تأثير هذه التحولات كان أكثر بروزًا في قطاع الرعاية الصحية. اليوم، أصبح بإمكاننا القول بأن التكنولوجيا هي المحور الأساسي الذي يدفع عجلة هذا القطاع إلى الأمام.

**الرقمنة والرعاية الصحية**

أصبحت البيانات الضخمة وأدوات الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من التشخيص الطبي والعلاج. يمكن لأنظمة ذكاء اصطناعي معينة المساعدة في تشخيص الأمراض سابقاً بكثير مما يستطيع البشر فعله. فمثلاً، تم تدريب بعض البرامج على تحديد علامات السرطان في الصور الطبية بمعدل دقة يصل إلى حوالي 99%. هذا الارتفاع الكبير في الدقة يقلل من احتمالات الخطأ ويؤدي إلى تأخيرات أقل في العلاج.

كما أثرت الروبوتات أيضًا بشكل ملحوظ على الصناعة. فهي تساهم في تقليل الأخطاء البشرية أثناء العمليات الجراحية المعقدة وفي تقديم العناية المستمرة للمرضى بعد مغادرتهم المشفى. بالإضافة إلى ذلك، توفر الروبوتات دعمًا قيمًا لأطبائهم الذين يعملون بجهد لفترات طويلة قد تؤثر عليهم نفسيا وجسديا.

**التطبيقات والأجهزة الذكية**

شكلت تطبيقات الهاتف المحمول نقلة نوعية أخرى نحو جعل الرعاية الصحية أكثر سهولة ومتاحة للجميع. تتبع الصحة الشخصية والتذكير بأخذ الأدوية وتقديم نصائح غذائية منتظمة - كلها خدمات تقدمها هذه التطبيقات مجاناً أو مقابل رسوم رمزية قليلة. كما أنها تسمح للأفراد بتسجيل بيانات صحتهم ومشاركتها مع محترفي الرعاية الصحية عند الحاجة لذلك.

الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية وغيرها تلعب دوراً هاماً أيضاً. تقوم بقياس معدلات ضرب القلب وضغط الدم وتعطي التنبيهات عند حدوث أي خلل غير طبيعي. وهذا يسمح بالإجراء المبكر اللازم للحفاظ على سلامة الشخص قبل أن تصبح الحالة خطيرة.

**العلاجات الجديدة المدعومة بالتكنولوجيا**

استخدام تكنولوجيا الجيل الخامس (5G) لن يؤثر بشكل مباشر على علاج المرضى فقط، ولكنه سيغير طريقة توصيل الخدمات الطبية كذلك. ستمكن شبكات 5G المتصلة بالإنترنت الأشياء (IoT) من نقل كميات كبيرة من البيانات بسرعة عالية ودون انقطاع، الأمر الذي سيكون مفيدًا للغاية خاصة فيما يتعلق بعلم الوراثة الجزيئي وعلم الأحياء الدقيقة.

بالإضافة إلى هذه التقنيات الرئيسية، هناك الكثير من الفرص الأخرى التي تقدّمها التكنولوجيا لصالح تطوير قطاع الرعاية الصحية وتحسين جودة حياة الناس حول العالم. إن الجمع بين الخبرات الإنسانية والإنجازات العلمية الحديثة يشكل مشهدا جديدا مليئا بالأمل للمستقبل حيث تكون الراحة والسلامة والصحة أفضل بكثير مما كانت عليه سابقا.